05 أكتوبر 2025
تسجيلكنت أدرس اللغة الانجليزية في بريطانيا، وكان عمري وقتها تقريبا 18 سنة ولم يمض على وجودي هناك سوى شهرين، وفي نهاية كل اسبوع انزل لندن وأقضي يومين ثم أرجع المدينة التي كنت أدرس فيها. في إحدى الليالي رجعت ليلا إلى غرفتي في الفندق لكي أنام وإذا بي اسمع صراخاً في الغرفة المقابلة لغرفتي، فلم أكترث بالأمر لأنني اعتقدت بأنه قد يكون في الغرفة أناس سكارى. وبعد أن استيقظت في الساعة التاسعة صباحاً وخرجت من غرفتي، فإذا بشخص يناديني ورددت عليه بعد أن وجه لي بطاقة في وجهي عرفت منها أنه من الشرطة وبدأ يسألني أين كنت وفي أي ساعة رجعت إلى غرفتك و.... إلخ، من هذه الأسئلة. وأنا أجاوبه بتلكؤ وخوف لأنني أول مرة أتعرض لتحقيق بهذه الطريقة، وأين؟ في لندن أكبر مدن العالم!، وباللغة الانجليزية، وبينما هو مستمر في ذلك وإذا بصاحب الفندق يتدخل ويطلب منه التلطف معي، وانني لا يمكن أن أعمل شيئاً خطأ لأنني أسبوعياً أنزل لديهم في هذا الفندق، وأنا حتى لم أعرف ما الموضوع وانتظر فرصة فقط لأسأل الضابط عن ذلك. في هذا الوقت كنت متفقاً مع أحد الأصدقاء أن نلتقي وصادف دخول هذا الصديق العزيز وحينما رأى مشهد الشرطة وهم بجانبي تخوف وأسرع بالخروج من الفندق في الوقت الذي كنت انتظر منه أن يقف معي لأنه صديقي ويعرف اللغة الانجليزية أكثر مني بحكم أنه كان يدرس منذ فترة قبلي ولكن للأسف ذهب وتركني وحدي. وبعد عدة أسئلة طلب مني الضابط أن يذهب معي إلى غرفتي لتفتيشها، وأخذ يفتشها ويسألني عن كل شيء وحتى أموالي أخذ يعدها، علماً أنها قليلة لأنها كانت لقضاء يومين فقط وأخذ يبعثر ملابسي، ويسأل إذا كان لديّ ربطة عنق أم لا، وأين تناولت العشاء وما نوعه، والحمد لله لم أكن أيامها أحب ربطة العنق وأما عشائي فكان في أحد المطاعم الهندية وبعد كل هذا أخذ عنواني وسألني عن دراستي ولماذا اخترت مدينة هاروقيت في شمال انجلترا ثلاث ساعات بالقطار من لندن. وجاء دوري المتواضع لمعرفة لماذا كل هذا؟ فأجاب بالتالي أنه في ليلة البارحة حدثت جريمة قتل في الغرفة المقابلة لغرفتي ووجد القتيل مسروقاً ومخنوقاً بربطة عنق وآثار المجرم القاتل كانت على السلالم وقد استفرغ ما أكل.. الخ. وقبل أن يودعني طلب مني بألا أغادر بريطانيا قبل مضي خمسة أيام على الأقل وإذا لم يتم الاتصال بي فأنا حر التصرف. وبعد ذلك مباشرة غادرت الفندق بأول قطار إلى المدينة وظللت على أعصابي خمسة أيام لا أعرف فيها طعم النوم إلا نادراً وكنت اتخوف جداً حينما اسمع جرس التليفون يرن، وبعد مضي أسبوع كامل وليس خمسة أيام استطعت أن أتنفس الصعداء. [email protected]