26 أكتوبر 2025
تسجيلأثبت الجنرال الانقلابي عبد الفتاح السيسي وطغمته العسكرية الحاكمة أنهم نهابون من الطراز الأول، فصاحب العبارة الشهيرة للمصريين "معيش، أديكم منين" وصاحب نظرية تقسيم الرغيف إلى "أربع أرباع" و"العساكر الصعايدة اللي تقريبا ما بيكلوش" فضح على الملأ في سلسلة من التسريبات الخطيرة التي بثتها "قناة مكملين" المعارضة، وهي تسريبات كشفت عن جزء يسير من جبل الفساد للنظام الانقلابي الحاكم في مصر، الذي انقلب على الإرادة الشعبية للمصريين وأطاح بالرئيس الشرعي المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي.لا يتوقف الأمر على النهب فقط بل إن "السيسي وجماعته" ينظرون إلى دول الخليج العربية التي تمنحهم الأموال باحتقار ودونية، رغم أنها قدمت لهم سيلا من المال الذي لم ينقطع، ودعمتهم سياسيا ودبلوماسيا، ووفرت لهم غطاء إقليميا ودوليا، ومع ذلك تعامل معها باستهانة بوصفها "أنصاف دول" وإذا أضفنا إليها العبارة التي قالها الإرهابي بشار الأسد عندما وصف حكام الخليج ذات يوم بأنهم "أنصاف رجال" ، تكتمل المعادلة الأسدية السياساوية حيث يحكم "أنصاف الرجال أنصاف دول"، رغم أن أنصاف الدول هذه قدمت له 41.8 مليار دولار أو 213 مليار جنيه في عام 2013.بالطبع الدول الخليجية التي قدمت هذه الأموال الكبيرة للانقلابيين وهي السعودية والإمارات والكويت لم تستأذن شعوبها ولا البرلمانات الموجودة فيها عن رأيهم بتقديم هذه الأعطيات السخية، يضاف إلى ذلك المشكلة الأكبر هي أن هذه الأموال الضخمة لم تصل إلى جيوب المصريين بل تبخرت في المجهول ولم يعرف أحد عنها شيئا.لم يدخل من مبلغ 41.8 مليار دولار الخزانة العامة إلا 10.6 مليار دولار، وفقاً للبيان الختامي لوزارة المالية عن العام المالي 2013/2014، فضلاً عن 4 مليارات دولار مودعة لدى البنك المركزي المصري، ويبقى مصير نحو 27.2 مليار دولار (190 مليار جنيه) حصل عليها السيسي من الخليج، مجهولاً ولا يعلم أحد من الشعب أين ادخره أو فيما أنفقه السيسي؟وتفيد بيانات الموازنة المصرية المعلنة في العام المالي 2013/2014، أن عجز الموازنة ارتفع إلى 253 مليار جنيه (33.9 مليار دولار)، مقابل 230 مليار جنيه في العام الذي حكم فيه الرئيس محمد مرسي، أي بزيادة 23 مليار جنيه رغم كل هذه المساعدات الهائلة، فأين ذهب السيسي بكل هذه الأموال؟ وأين تبخرت؟ ومن أخذها؟ وكيف لم تمر على المؤسسات المالية للدولة المصرية؟هذه أكبر عملية نهب في تاريخ مصر الحديث وأكبر عملية سرقة للشعب المصري الذي يعيش 80 في المائة منه تحت خط الفقر، ويقبع نصفه في الفقر المدقع حسب الإحصاءات الرسمية، وهي فضيحة كبرى لها ما بعدها، فهذه الطغمة العسكرية الحاكمة لا تتسلط على المصريين فحسب بل تسرقهم وتنهبهم وتعتبر أنهم خدم للجيش لأن "الجيش هو الشعب" وأن ما عدا ذلك لا يتعدى أن يكون "صايع ضايع" حتى لو كان وزيرا أو حتى الشعب المصري كله. فالجيش هو الشعب، وهذا يعني أن باقي السكان في مصر مجرد "كائنات بشرية" ليسوا أكثر من خدم لهذا الجيش..هؤلاء الجنرالات يحتقرون الشعب المصري ويحتقرون دول الخليج التي تدعمهم، وينهبون أموال الشعوب الخليجية والشعب المصري في آن واحد، وهم يتآمرون على المصريين بل والأمة كلها.