13 سبتمبر 2025
تسجيلللقمر علاقة قوية وأثر كبير في حياتنا، فهو وباستمرار يعمل على التأثير في جميع نواحي الحياة، فمن تأثيراته الظاهرة للعيان عمليتي المد والجزر، وتنشأ حركة المد والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر لمياه البحار والمحيطات، ولأن القمر أقرب الى الأرض فثأتير جاذبيته اكبر، وتعمل حركات المد والجزر على تطهير البحار والمحيطات من كل الشوائب. وتدل الحفريات والشقوق التي يمتلئ بها وجه القمر بأن تاريخا عنيفا قد مر عليه، ولأن القمر ليس لديه غلاف جوي يحميه، فإنه معرض دائما للاصطدام بالنيازك التي تشوه سطحه، وذلك لأن القمر له طاقة مغناطيسية، وهذه الطاقة تؤثر على المياه ونتيجة لها تحدث طاقة المد والجزر، وهذه الطاقة تحمل ملايين الأطنان من المياه وترفعها من متر إلى مترين أو أكثر، وقد تم قياس هذه الحركة في منجم للملح في المانيا، فقد عمد معهد بحوث قياس الارض الى تعليق رقاص طوله 30 مترا، ويتم من خلال زاوية ضرب الرقاص قياس تغيير انحراف سطح الارض ضمن ايقاع الفصول، ويؤشر الرقاص الى أن الشمس والقمر بامكانهما وضع السوائل والمواد الصلبة في حالة اهتزاز وحركة دائمتين. وللقمر تأثير على النباتات، فقد جرت في المانيا اختبارات حول مدى صحة التقليد الفلاحي القديم، والقائل بأن النباتات التي يؤكل جزءها الظاهر يجب ان تتم زراعتها عندما يكون الهلال في طريقه ليكون بدراً، بينما النباتات التي يؤكل جذرها فيستحسن زراعتها بعد اكتمال البدر. والنتيجة تعطي اجدادنا الحق، فالنباتات تنمو بشكل رائع عندما يتم بذرها قبل يومين من اكتمال البدر، اما تلك التي يؤكل جذرها، فقد تجاوز نموها كل التوقعات لانها زرعت عندما بدأ البدر بالتناقص، والفلاحون الذين يتبعون طريقة الزراعة البيولوجية قد تمكنوا من رفع انتاجهم الزراعي كثيرا باتباع طريقة القمر تلك، وبما أن أجسام الكائنات الحية بما فيها النباتات تحتوي على نسبة تتعدى 70 % من الماء، فعندما يكون القمر صاعدا يرسل طاقة تدفع العصارة النباتية للصعود بقوة وتمتلئ الأجزاء الطرفية للنبات، ويكون الوقت مناسبا لأخذ العقل الطرفية واستخدامها في الإكثار. أما تأثير القمر على الحشرات، فمن المعروف ازدياد نشاط الفراشات في الليالي المقمرة، حيث كلما ازداد اكتمال القمر ازدادت كمية الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة منه، واذا علمنا انه يوجد عند اناث هذه الحشرات غدة تحتوي على مواد كيميائية تصدر اشعة فوق البنفسجية مما يجذب الذكور اليها، فإن الفراش ينجذب إلى النار لضعف تمييزه، ويندفع لعملية التزاوج ولكنه يفاجىء بمصيره الحتمي بوقوعه في لهيب النار. قال الله تعالى في سورة القيامة، بسم الله الرحمن الرحيم: “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)”، هذه الآيات تخبرنا عن مصير جارنا القمر، فاجتماع الشمس والقمر أصبح حقيقة علمية، لأنه ثبت وبقياسات دقيقة للغاية أن القمر يتباعد عنا باستمرار وبمعدل ثلاثة سنتيمترات في السنة، وهذا التباعد سيدخل القمر في نطاق جاذبية الشمس فتبتلعه، وهذا من التنبؤات العلمية المبنية على استقراءات كونية وحسابات فلكية دقيقة.