26 أكتوبر 2025
تسجيلتصلنا فيديوهات وصور مفزعة ومؤلمة، بل ومبكية، فقد أحزنني جدا ذلك البرودكاست لفيديو تبكي فيه فتاة سورية صغيرة وتقول: "جوعانه" وأبكتني تلك العجوز السورية المقعدة على كرسي متحرك وتقول: "جوعانه"، ليرد عليها الرجل مصبرا لها: "كلنا جوعانين يمه". ولعلكم رأيتم مثلما رأيت تلك الأم التي ترينا ابنها وتقلبه وهو جلد على عظم، وهي تقول: "حسبي الله على من يقدر أن يساعدنا ولا يفعل". وكل هؤلاء أين!؟ داخل سوريا! لم يخرجوا ولن يخرجوا. فتساءلت وقلت: نتهافت ونسرع للتبرع بعد كل ما نراه، ولكنها لا تصل إلا للاجئين!؟ أين مساعدات جمعياتنا الخيرية لمن لم يخرجوا من سوريا!؟ وهل جمعياتنا الخيرية وجمعيات دول مجلس التعاون الخليجي اللاتي جمعت وتجمع المليارات كلها تذهب للذين نزحوا فقط!؟ ولا بأس بمساعدة وكف اللاجئين عن الحاجة، ولكن لا تكون كل المساعدات لهم من مختلف الجمعيات في قطر والخليج وبوقت واحد وبطريقة قد لا تكون منظمة ومرتبة لأنه لا تعاون بينهم البته فكل جمعية خيرية تعمل لوحدها وهذا الظاهر لنا، وهناك من يئن ويموت داخل سوريا! وإن كانت الخطورة والمنع يجعل جمعياتنا الخيرية لا تصل للداخل، فلماذا لا تجد حلا آخر!كنت قد تسألت ووجهت سؤالي وطلبي لعايض القحطاني المدير العام لـ"راف" عبر حسابه بتويتر، بعدما رأيت صورا عرضها للأجئين بدت حالتهم ومكانهم طيب جداً: لماذا لا تدخل الجمعيات الخيرية لداخل سوريا أو تتعاون مع اللجان الدولية للإغاثة والصليب الأحمر والهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات لمن هم في داخل سوريا!؟ (لم يجبني).لا أقلل من عمل جمعياتنا الخيرية وما تقوم به من جهد، ولكن أعتب عليهم أنهم ليومنا هذا لم يتم التعاون بينهم وبين من يستطيع أن يصل بهم للداخل! فمن لأهل سوريا بالداخل، من!؟ هؤلاء الذين تصلنا يوميا صورهم وفيديوهات عنهم متجمدين وميتين!؟وجدتُ بيانا صحفيا للجنة الدولية للصليب الأحمر بتاريخ 4/11/2014م وتعاون بينها وبين الهلال الأحمر العربي السوري بعدما حصلت على موافقة الحكومة لتقديم المساعدات للمنكوبين دون استثناء. وتعاون بين الهلال الأحمر السوري والهلال الأحمر الفلسطيني في داخل سوريا. وقد تحدثت أفريل باترسون منسقة الشؤون الصحية باللجنة الدولية في سوريا عما أحدثته مساعدات الإغاثة في شهر أكتوبر/2014م في حياة المرضى رغم حاجتهم للمزيد وحثت أطراف النزاع على حماية طواقم العاملين في مجال الرعاية الصحية وتيسير عملهم لإنقاذ الأرواح.إن جمعية الهلال الأحمر القطري تعمل ضمن اللجان الدولية التي لها ميزة وحصانة مُبينة في اتفاقية جنيف، وهي تقوم على نفس المبادئ والأهداف الرئيسية للهلال والصليب الأحمر، أي أن لها غطاء دولي تستطيع المؤسسات الخيريه المحلية العمل تحت مظلتها برعاية دولية آمنة لمساعدة وإيصال المساعدات لمن هم داخل سوريا. فما الضرر من التعاون معهم فيما لا تستطيعون فعله؟ ما الضرر في دفع الضرر عمن هم في داخل سوريا بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري مثلا!؟ لماذا لا تتحد جمعياتنا الخيرية مع الهلال الأحمر القطري ليكون العمل متناسق والجهود موزعة لتصب في مكان أو أماكن عدة تحت غطاء دولي يسمح لهم الدخول للمتضررين بالمناطق السورية المختلفة!؟ فلنبدأ من قطر ولتتحد الجمعيات الخيرية عاجلا لتوحد جهودها وتنظم حملاتها كحملة واحدة لتصل للمحتاجين داخل سوريا وخارجها، ثم بعد أول إنجاز لها فلتتخذ الخطوة الثانية لتوحد جمعيات دول مجلس التعاون الخليجي. همسة للجمعيات الخيرية بقطر:إن العمل تحت غطاء دولي وبوساطة جمعية كالهلال الأحمر القطري سيسمح لكم إيصال المساعدات بأمان لمستحقيها داخل سوريا الحزينة. فأرجو أن يكون بينكم تعاون نسمع به عاجلا، فالوضع لا يسمح بالتأخير.دمتم في حفظ الله ورعايته