29 أكتوبر 2025
تسجيللدي صديقة هندية رائعة اسمها "نيشي" تعرفت عليها في الجامعة ببريطانيا عندما كانت طالبة جديدة في أول فصل دراسي لها في تخصص "العلاج الوظيفي" وهذه هي ثاني مرة تدخل فيها الجامعة لتدرس البكالوريوس..حيث أنها نالت شهادتها السابقة في تخصص المحاسبة قبل عدة سنوات، وحصلت على شهادة "سيما" الدولية وعملت في شركة كبيرة في لندن براتب كبير ومنصب جيد، ولكنها قررت الانسحاب ودراسة تخصص آخر. سألتها عن السبب، فقالت لي إن وقتها كانت تحب المحاسبة وتطمح في تطوير نفسها مهنياً، ولكنها في الأخير بدأت تشعر بالاكتئاب وأنها غير سعيدة في عملها رغم كل ماوصلت له من شهادات علمية وخبرة مهنية. كانت تذهب إلى العمل وتتعامل مع الأرقام، وتعود إلى المنزل وهي تشعر أن هناك شيئاً ما ينقصها.. والراتب الشهري لم يكن يكمل هذا النقص الذي يجعلها تنام وهي غير راضية عن حياتها.قدمت استقالتها من وظيفتها بعد أن أدخرت مبلغاً للدراسة والمعيشة، وعادت لمقاعد الدراسة مرة أخرى لتدرس ما تحبه، فهي تحلم بتعلم ما تستطيع تقديمه لاحقاً لمن يحتاج إلى المساعدة، لتصنع التغيير الإيجابي وتساعد الناس من حولها، فهي تشعر الآن بالسعادة والرضا عن نفسها، وتستيقظ مبكراً بكل حماس للذهاب إلى الجامعة وكأنها طالبة في الثامنة عشر مرة أخرى."نيشي" من أكثر الشخصيات الملهمة التي أحب أن أقضي بعضاً من الوقت معها لسماع نصائحها وتجاربها، فهي تتبع قلبها ولا تخشى من "التغيير" عندما يحين وقته. صحيح أنها تراجعت عن مسار مهم في حياتها، ولكنها تقدمت في مسار آخر تحبه ويُسعدها لأنها ترى نفسها فيه.يقول الكاتب والباحث الإيرلندي كليف لويس: (لن تكون أبداً أكبر سناً من أن تضع هدفاً جديداً أو أن تحلم حلماً جديداً)، فلا تحمل هم عمرك أو تخصصك أو مسارك الحالي في حياتك أو مهنتك، فبعض الأشياء قد تكون مناسبة وجميلة في وقت مُعين، ولكن مع مرور السنوات نتغير ويختلف تفكيرنا ونظرتنا للحياة ونبدأ بالبحث عن سعادتنا وشغفنا في مكان آخر، ولا بأس بالتراجع أحياناً عن قرارات قديمة لمراجعة أنفسنا واختيار ما يُسعدنا حقاً اليوم!نبذة عن "العلاج الوظيفي": يستطيع الشخص المتخصص في العلاج الوظيفي أن يتعامل مع مشاكل القصور الحركي والإدراكي التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل، ويستطيع اختصاصي العلاج الوظيفي أن يساعد الأطفال والبالغين من ذوي الإعاقة على تعلم مهارات الحياة اليومية والمشاركة في العمل والنشاطات.