31 أكتوبر 2025

تسجيل

نافورة تريفي

15 يناير 2014

يُقال إنه عندما تلقي قرشاً في نافورة تريفي بمدينة روما الجميلة، فإنك ستزورها مرة أخرى.. فأشتهرت هذه النافورة بالأفلام القديمة والجديدة كونها مكانا سحريا لتجميع الأحلام والأمنيات.. وأخذت هذه النافورة قلبي بما تحمله من معنى للتفاؤل وتوقع الأفضل.. فأحببت زيارتها بنفسي لأتعرف على سحرها عن قرب وأشعر بالأجواء الإيجابية وأرى القروش وهي تنطلق من أيدي السياح لتغوص في أعماق تريفي الجميلة حاملة معاها حلم وأمل بالعودة مجدداً إلى روما.أزورها ليلاً ونهاراً وأرى الناس لا يتركونها وحدها، بل يجلسون حولها لإيداع أمنياتهم أو تصوير أنفسهم مع أحبابهم أو يأكلوا الآيس كريم الإيطالي وهم يشاهدون الآخرين من حولهم يحلمون ويتأملون ويتفاءلون. يرمي الناس عملاتهم المعدنية ليعودوا إلى روما مرة أخرى رغم معرفتهم أنها مجرد عادة قديمة، وليست عقدا موثقا وموقعا أكيد.. لكنهم يشعرون بالراحة عندما يتعلقون بحبل الأمل، فالأمل لا يؤذي أحداً حتى لو لم يحدث حقاً، بل يكفي أنه يمنحنا شعورا جميلا جداً في أعماقنا.. لأن أمل العودة للأشياء التي نحبها أو نتمناها حتى لو كان مزيفاً، أفضل من أن نعيش على فقدان الأشياء للأبد.يقول الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو "عندما لا تتفاءل، يتسوس الذكاء" فالتفاؤل وتوقع حدوث الأمنيات يمنحك شعورا جميلا لتعمل على تحقيق أمنياتك بكل حب، فالمتشائم يترك خدوشا في الأرواح ويرهقها تعباً وألماً لتحاول الزحف على خط الوصول إلى أمنياتها، ولكنها تصل متعبة ولا تشعر بلذة الأشياء.. أما المتفائل فهو يستمتع بحياته من البداية إلى النهاية، من نقطة الطموح والحلم والأمل مروراً بالمحاولات والتجارب التي يمر عليها، ووصولاً بسلام إلى الأحلام.شخصياً، لم أعد أحب دورات تنمية الذات التي تدعي للتفاؤل.. فالمدربون يمنحوك شعورا مؤقتا بالتفائل.. ويأخذون منك مافي جيبك بالجهة الأخرى.. وهذا أمر لا أتقبله أبداً، فالمشاعر أرقى من أن تتعلم عبر دورات أو كتب.. فإذا لم يتقنع الشخص ويشعر بذلك النور الذي يدخل إلى روحه ليمده بشعاع من الأمل.. فلن يستطيع أي شخص آخر بالحياة تعليمه ذلك.أنا أحب التفائل، رغم مطبات الحياة.. لأنه لا يسبب لي أي خسائر، حتى لو لم يتحقق مافي بالي.. فهو يترك في نفسي أثراً جميلاً ويعطيني الأمل الذي يدفعني إلى الأمام لأرى ما أتمناه حقاً يتحول إلى واقع وأحتفل بتحقيقه.