16 سبتمبر 2025
تسجيلتحلم بأشياء كثيرة، أصبحت بالنسبة لك حلما، حينما تدخل "الطوارئ" لا تجد نفسك، انك تتشابه مع الغرباء، مجموعة عمال واجانب في طابور طويل، تجلس امامك "موظفة آسيوية" دكتورة وممرضة، اجانب وانت بينهم غريب، يحدث ذلك في هذا الزمن وفي هذا المكان، تتراجع خطوة الى الوراء، لا احد يسمعك، لا احد يساعدك "كل يلهث خلف جنسيته"!!هل انتهت القصة او الغصة "سميها كما تشاء، تخرج من الممر بـ " نرفزة " مستحقة ليس هناك جمهور، في اغلب الساعات تبحث عن نفسك داخل الصرح الطبي تشبه الغريب بين "الجميع" لا ينحدرون قريبا او بعيدا من هويتك، انت ومن معك من المواطنين اصبحتم رقما صغيرا بين عدد المتواجدين المنتظرين المتزاحمين يشكلون الرقم الاكبر.خطواتك مكسورة في اغلب الاحيان، تضطر الى البحث عن لغة اخرى "هل تجيد ان تتكلم" غير لغتك العربية، حينما لا تتحدث بلغة هؤلاء القوم لا تستطيع الكلام، خيط التفاهم ينقطع بينك وبين من يعملون في هذا المكان العام المهم، تقبض عليك حروف " التأتأة " ربما محاولة بائسة في الوصول " للغة مستوردة اسمها لغات العاملين في هذا الصرح الطبي.هل انت اولهم او اخرهم، الصحيح من يسبقونك في العلاج هم وليس انت، بعد هذا المشهد تشعر انك غريب، داخلك امتغاص وامتناع لهذه الغربة الاجبارية، عدد ضخم من العمال بمختلف جنسياتهم ولغاتهم واشكالهم وامراضهم، تحت سقف واحد، تحتاج لغة غير لغتك الام، تحتاج لتنظيم وقلب كبير يتسع لمن لا يسمع صرخاتك ومرضك حينما تفقد هويتك!!يقال ربما "راحت عليك" انت تركض وهم يركضون "محد احسن من الاخر" في نفس الممرات والادوار والابواب، وهم افضل منك في الخدمات تسبقك لغة الاكثرية بعد ان اصبحت الرقم الاصغر عليك البحث مرة اخرى عن شخص يتفاهم معك، يتكلم اللغة العربية، لا احد يجيب لربما تلك الآسيوية حينما تحدثك "بعصبية" صبري شويه!!.تبحث عن طريقة سهلة تتفاهم فيها، بعد "ضياع اللغة" وبعد ساعات من "العسْر" ربما تجد ضالتك في الوقت الضائع تسمع طبيبا يحدثك "ماعنديش وقت يا ابني، تعبان مريض عمره ستون عاما يقول له اصبر يا ابني!!" دكتور ما عندك نظر "حلو مستشفى يصغر ناس كبر البابا يا دكتور تقول له اصبر يا ابني " دكتور يتكلم عربي ماعنده وقت يعالجك، نقطة فوضى عليك الذهاب الى الطبيبة" الآسيوية "التي لا تتكلم عربي ماعندها وقت تعالجك،هذا حالنا في الطوارئ تمزقنا الغربة، جئنا هنا فلم نجد من يعرفنا واصبحنا "أغراب في البلد أغراب "آخر كلام: تدخل.. تسكت وتصبر ولا تتحدث ربما يهدي الله الطبيبة الآسيوية.. تتكرم وتقبل تعالجك بعد طابور الآخرين.