ماذا يحدث عندما تُغلق الأبواب في وجوهنا؟

يدخل إلى مكتب رئيس جامعة هارفرد زوجان قد توفي ولدهما الذي كان يدرس في هذه الجامعة، فلم يعيرهما الرئيس اهتماماً لارتدائهما ملابس عادية جداً، تدل على بساطتهما ومحدودية دخلهما. وافق على مقابلتهما بعد انتظار لساعات عند مكتب السكرتيرة، ليضع حداً لهذا الانتظار، عبر مقابلتهما ومعرفة طلبهما ليرحلا سريعاً. أراد الوالدان التبرع بالمال لجامعة هارفرد لتوسيعها أكثر وتطويرها لأن ولدهما الراحل كان طالباً فيها، فرفض الرئيس ذلك متعذراً بأنه لا يحق تسمية أي مُلحق للجامعة بأسم ولدهما، وأراد تعجيز الطلب لهما فطلب منهما رقماً خيالياً لا يستطيعان تغطيته، وعندها قالت جيني لزوجها ليلاند: "لنبني جامعة جديدة أفضل".وتم إنشاء جامعة ستانفورد عام ١٨٩١ في ولاية كاليفورنيا بعد مقابلة رئيس هارفرد، على يد السيناتور الأمريكي ليلاند ستانفورد وزوجته جيني ستانفورد، التي أثبتت نفسها عبر السنين لتصبح من أفضل جامعات العالم. إن الحكم على الناس عن طريق المظاهر، قد يُرخص بعينيك الأشخاص الثمينين، الذين يساوون أكثر من حقيبة فرنسية أو نظارة إيطالية، فرئيس هارفرد لم يعط قيمة لعائلة ستانفورد بسبب مظهرهما، ولم يفكر بالنية الطيبة والخالصة برغبتهما بالتبرع لمساعدة الجامعة. مما شجعهمها على إنشاء جامعة أخرى.إذا وثقت في نفسك، فلن تحتاج إلى الكثير من الأشياء التي تعتقد بأنها تزيدك ثمناً.. فأنت الذي تزيد كل الأشياء قيمة.. لأنك من خلق الله سبحانه وتعالى.. أما المنتجات الثمينة المكررة لم تنتج إلا من يد الإنسان.. لها تاريخ انتهاء في عالم الموضىفي كثير من جهات العمل يتم الحكم على من يقوم بتقديم طلب وظيفة من خلال مظهره، وشكله، وساعته.. وليس من خلال سيرته الذاتية أو خبراته العملية أو شهاداته الدراسية.. فحتى عدوى المظاهر وصلت إلى العالم العمليأحياناً نواجه بعض المصاعب بسبب سطحية تفكير بعض الأشخاص حولنا في المجتمع أو العمل ولكن قال الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).. فرفض جامعة هارفرد لعائلة ستانفورد.. انتهى بإنشاء جامعة جديدة تخدم مدينة أخرى بشكل مُستقل كلياً، لتحوز على أماني الكثير من طلاب العالم بالدراسة فيها وقامت بتخريج طلاب خدموا العالم بمجالات مختلفة في الحياة كمؤسسي شركات جوجل وياهو ويوتيوب ونايكي وغاب وكثير من الأشخاص الذين أضافوا بصمات، أصبح بعضها جزءاً من حياتنا اليومية.الفرص العظيمة قد تأتي من الأبواب المفتوحة، ولكن الفرض الأعظم هي التي تأتينا عندما تٌغلق في وجوهنا الأبواب.