14 سبتمبر 2025

تسجيل

الحلم العربي في قطر

14 ديسمبر 2022

سطّرت قطر تاريخاً عربياً غير مسبوق عبر استضافتها الرائعة لكأس العالم 2022، التي وصلت إلى محطاتها الأخيرة، وعلى غرار ذلك فعل المنتخب المغربي في هذه البطولة الاستثنائية. ومثلما تغنّى العالم بقطر وروعة أجوائها خلال المونديال الحالي، أصبح "أسود الأطلس" حديث العالم أجمع، بعدما وصل للدور نصف النهائي. ولم يكن وصول المغرب للمربع الذهبي وليد الصدفة، بل جاء نتاج عمل جماعي بفضل المدرب وليد الركراكي وكتيبة "المقاتلين" الذين يتواجدون داخل الملعب، وحتى على دكة البدلاء. المغرب عانت كثيرا قبل مواعدتها فرنسا "حامل اللقب" في نصف النهائي، إذ تخطّت إسبانيا والبرتغال في دور الستة عشر والثمانية على التوالي، وهما ضمن منتخبات الصفوة في العالم. ومنذ التواجد المغربي في هذا الدور، ارتفعت الطموحات والتوقعات لدى الملايين من العرب، إذ بات الكثيرون يحلمون بإمكانية مفاجأة من العيار الثقيل، حول التواجد في النهائي ولما لا يكون أيضا تحقيق اللقب الأغلى في العالم. وبإمكان المغرب أن تستلهم تجربة اليونان، لأجل مفاجأة العالم بإحراز لقب المونديال، إذ خالفت الأخيرة التوقعات خلال كأس أمم أوروبا "يورو 2004"، بنيلها اللقب على حساب البرتغال "المستضيف" في النهائي. ولعل مشوار الطرفين مشابه إلى حد كبير، إذ يملك "أسود الأطلس" دفاعا حديديا حتى الآن، بدليل عدم اهتزاز شباك الفريق سوى مرة واحدة فقط خلال 5 مباريات حاليا، حيث كان هدفا عكسيا أمام كندا في دور المجموعات، أما في الأدوار الإقصائية فحافظ المنتخب المغربي على نظافة شباكه. ولعل ذلك ينطبق على اليونان أيضا، التي قدّمت دفاعا "حديديا" في الأدوار الإقصائية لـ"يورو 2004"، بعدما حافظت على عذرية شباكها أمام فرنسا وتشيكيا والبرتغال على التوالي، لتحرز اللقب في الختام. كما أن لدى المغرب عناصر يتشابه أسلوبهم مع لاعبي اليونان، أبرزهم المهاجم يوسف النصيري، الذي يساهم في المساندات الدفاعية خلال الهجمات ضد المغرب، ونفس الأمر فعله المهاجم أنجيلوس خاريستياس في "يورو 2004" مع اليونان. أما أبرز ما يمكن أن نُطلق عليه "وجه الشبه" بين المغرب و"اليونان 2004"، فهو الأداء القتالي داخل الملعب، وهو ما لاحظناه في لاعبي "أسود الأطلس"، خاصة سفيان أمرابط، الذي يقدّم أداء خرافيا بما تحمله الكلمة من معنى، الأمر الذي رفع أسهمه قبل سوق الانتقالات الشتوية، على غرار نجوم آخرين. ومن هذا المنطلق، دعونا نحلم أن يكون لقب المونديال الحالي عربيا خالصا، مثلما هو الحال على صعيد الاستضافة، التي كانت حلما وتحققت بشكل واقعي من بوابة قطر، التي أبهرت العالم بفضل التنظيم الرائع والترتيب والنظام، ناهيك عن تعاليم الإسلام التي تم تطبيقها في الأماكن العامة. ختاماً أتمنى أن يكون للمغرب نصيب بالتواجد في استاد "لوسيل" يوم 18 ديسمبر الحالي، رغم صعوبة المهمة أمام فرنسا، غير أن "أسود الأطلس" عوّدونا على قهر "المستحيل".