14 سبتمبر 2025

تسجيل

آسيا والمونديال

05 ديسمبر 2022

حققت منتخبات قارة "آسيا" المشاركة في بطولة كأس العالم، إنجازا غير مسبوق على الأراضي القطرية، التي كانت فأل خير عليها في النسخة الحالية من المونديال. كأس العالم الذي يجري في آسيا لأول مرة في التاريخ منذ 1930، كان ناجحا بالنسبة لـ"القارة الصفراء"، بدليل أن 3 من أصل 5 شاركوا، وصلوا الأدوار الإقصائية. والحديث هنا عن الثلاثي كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا، بينما خرجت قطر "المستضيف" من الدور الأول، على غرار السعودية. ورغم أن أستراليا ودّعت دور الـ"16" من الأرجنتين بصعوبة كبيرة، بعد الخسارة بهدف مقابل هدفين، إلا أنها قدّمت أداء رجوليا في المونديال، بعدما صعدت عن مجموعة ليست سهلة، إذ حصدت 6 نقاط من فوزين على تونس والدنمارك، وخسارة أمام فرنسا، وهي نتائج لم يكن أحد يتوقعها على الورق. أما كوريا الجنوبية، التي وصلت الدور الثاني بـ"سيناريو" إعجازي، فقد أثبتت أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم، بعدما خطفت وصافة مجموعتها بـ4 نقاط، خلف البرتغال "المتصدرة" بـ6 نقاط، وستلاقي البرازيل في المباراة القادمة. في المقابل، كانت اليابان المفاجأة الآسيوية الأبرز، خاصة أنها تصدرت مجموعة أقل ما يمكن وصفها أنها "انتحارية"، بوجود إسبانيا وألمانيا وكذلك كوستاريكا. "الكمبيوتر" الياباني كما يحلو للكثيرين تسميته، حصد 6 نقاط من فوزين على إسبانيا وألمانيا، ما جعله يجمع 6 نقاط كانت كفيلة بوجوده متصدرا، ليضرب موعدا مع كرواتيا. وبشكل عام، يبدو أن الثلاثي الآسيوي، تأثر بالإيجاب بالأجواء القطرية، التي شكّلت عنصر جذب لجماهير منتخبات القارة، ما حفّزهم نحو تقديم عروض قوية في كأس العالم. كما أن هذا الأداء أثبت بشكل واضح أن الكرة الآسيوية تتقدم في السنوات الأخيرة، وسط توقعات أن تتغير موازين القوى الكروية في العالم، حال واصلت منتخبات آسيا العبور للأدوار المتقدمة في هذا المونديال. شخصيا أتوقع على الأقل رؤية منتخب آسيوي في دور الثمانية، سواء كوريا الجنوبية أو اليابان، وإن كانت مهمتهما صعبة أمام البرازيل وكرواتيا تواليا، لكن كما علمتنا كرة القدم فـ"إنه لا يوجد مستحيل في الساحرة المستديرة"، ومن الممكن أن يتحقق أي "سيناريو"، ودليل ذلك ما حدث مع كبرى المنتخبات في المونديال، إذ لم يكن هناك أي منتخب حصد 9 نقاط (العلامة الكاملة) في دور المجموعات. وبخصوص السعودية وقطر، فقد حقق "الأخضر" فوزا تاريخيا غير مسبوق على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، غير أنه تراجع في المباراتين التاليتين أمام بولندا والمكسيك، إذ خسر فيهما ليكتب لنفسه وداعا شرفيا بأداء رجولي وقتالي غير مسبوق. أما صاحب الأرض، فلم يكن في الموعد، لكنه في الوقت نفسه سجل هدفا تاريخيا عبر محمد مونتاري سيظل محفورا في ذاكرة القطريين على أنه أول أهداف "العنابي" في كأس العالم، على أمل أن يكون هذا المونديال بمنزلة بوابة لتصحيح العثرات التي ظهرت في أداء اللاعبين خلال كأس العالم.