28 أكتوبر 2025
تسجيلمؤلمة و محزنة و مثيرة لكل عوامل الأسى تلك العمليات الإرهابية التي تجتاح مصر اليوم لتضيف على كاهل المواطن المصري أعباءا مضاعفة من الألم و الحزن و المعاناة المترافقة مع مشاكل إقتصادية و أخرى بنيوية جعلت من حياة المصريين أجمعين جحيما لايطاق ، لقد أضحى معلوما و يقينيا بأن اللجوء للحلول الأمنية المتطرفة في حل المشاكل السياسية و الإجتماعية لايمكن أن يكون بديلا عن أساليب الحوار و التفاهم و التعاطي عبر آليات العملية الديمقراطية المعروفة ، أما التنكر لرأي الشعوب و التحصن خلف خيارات ديمقراطية مزيفة فليس ورائه الخراب و أي خراب ، لقد كان واضحا منذ الإنقلاب العسكري على العملية السياسية وعلى رأي الشعب المصري الحر صيف عام 2013 من أن الأمور لن تكون ربيعا و الجو لن يكون بديعا! ، بل أن التجربة السياسية في تاريخ مصر المعاصر منذ إنقلاب عام 1952 كان معبئا على الدوام بكل أسباب التوتر و الشحن و يستحضر كل عوامل الأزمات و المشاكل بل و حتى الهزائم العسكرية الكبرى التي عانتها مصر طيلة نصف القرن الماضي ، مصر اليوم تعاني بشكل محزن من ظاهرة عودة الإرهاب الذي ميز حقبتي الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي ، وحادث العباسية الأخير كان حالة مؤلمة ترسخ في الذاكرة ماجرى في الثمانينيات من توتر طائفي لايعكس أبدا هوية مصر الحضارية ، ولايعبر عن ثقافة شعبها المتسامحة على مر العصور ! ، مصر تنزف بغزارة وسط مستقبل سياسي مجهول ، وأوضاع إقتصادية تزداد إنهيارا ، و نظام فاقد للبوصلة و الإتجاه و يتخبط في الأزمات.. كان الله في عون المصريين وسط كل هذا الحجم الهائل تسونامي الأزمات..