14 سبتمبر 2025
تسجيلمن الاستفسارات التي تردني من كثير من الأمهات، استفسارات حول كيفية التعامل مع ابنتها التي دخلت في مرحلة المراهقة بكل ما تحمل من تغيرات نفسية وسكيولوجية، وعضوية.ورغم أن هذا ليس تخصصي، إلا أنني اجتهدت في القراءة والبحث، حيث وجدت أن مصطلح المراهقة في علم النفس يعني: الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ولكنه ليس النضج نفسه، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة، قد تصل إلى 9 سنوات تقريبا.أما الأصل اللاتيني للكلمة فيرجع إلى كلمة adolescere، وتعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي أو الوجداني أو الانفعالي.وفي اللغة: ترجع لفظ المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق: أي قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً قربت منه، والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.لذا ومن خلال تجارب شخصية ودراسات أكاديمية، تعاني الكثير من الفتيات في مرحلة المراهقة من وجود صعوبة في تقبل مظهرهن، وشعورهن الدائم بعدم الرضا عن النفس، وعدم الرضا هذا والقنوت والتضجر هو سبب استفسارات الأمهات التي وصلتني. لذلك يقدم خبراء علم النفس بعض النصائح لمساعدة ابنتك المراهقة على تقبل مظهرها:1ـ الخطوة الأولى لعبور هذه المرحلة بأمان، هو أنتِ، فعليك أن تتفهمي ما تمر به ابنتك من بعض التشتت والضغط النفسي الناتج عن هذه المرحلة العمرية الحساسة، واعلمي أن مشاعرها تلك ليست سهلة، وعليك أن تستمعي إليها باحتواء.2ـ كوني قدوة لها باهتمامك بمظهرك، وابدأي بنفسك في أي تغيير تحثيها عليه.3ـ احترمي خصوصيتها ورغباتها وحقها في قضاء بعض الوقت أمام المرآة، حتى تكون راضية عن مظهرها، فلكل مرحلة سنية ولها متطلباتها الخاصة.4ـ ساعديها لإيجاد المظهر المناسب لها، بدون فرض سيطرتك عليها.5ـ تصرفي كأم ونموذج يحتذى به، وكوني قريبة منها كأفضل صديقة لها، ولكن لا تتطفلي عليها إذا لم تحب هي ذلك.6ـ لا تخبريها أن مظهرها لا يهم الناس، ولكن عليها الاهتمام به إلى جانب اهتمامها بشخصيتها، ووضحي لها أن جمال الشخصية هو الذي يدوم .7ـ تناولي ساندويتش أمامها ولا تتحدثي عن عدد السعرات الحرارية أو وجوب الشعور بالذنب مع كل قضمة، علميها أن تأكل كل ما هو مفيد وتمارس رياضتها المفضلة لتحافظ على رشاقتها، وعلميها أن الرشاقة لا تتحقق بالامتناع عن الأكل.8ـ اضحكي معها وتبادلي النكات التي تفهماها أنتما فقط ، لتشعر بتقاربكما وكأنكما صديقتين من نفس العمر.9ـ اعطيها منظورا جديدا وصحيا بأن الجمال يأتي في شتى الأشكال والأحجام، بدلًا من المنظور المستحيل للسوبر "مودلز" التي تكون بالمقايس المثالية من حيث طول القامة، والقوام الممشوق، والجمال، وأكدي دائمًا لها بطرق غير مباشرة أن الجمال الدائم هو الجمال الداخلي الذي ينبع من شخصيتها وطبعها.10ـ كوني واقعية وصريحة معها، وساعديها لتظهر جمالها بغض النظر عن حجمها وقوامها، لتشعر بالمزيد من الثقة في نفسها.وأخيراً كوني قدوة لها في الدين والخلق والتعامل بمكارم الأخلاق وحب الخير والحث عليه، وإذا أخطأتي أنت يوماً أو بدر منك أي خطأ في حقها، ليس عيباً أن تبادري بالاعتذار، وكوني قلباً كبيراً يحتويها وعقلاً كبيراً يسع أزمتها وأسئلتها وتذكري عزيزتي الأم أن احتواءك لها سيكون له الأثر الكبير في حياتها لسنوات طويلة بعد ذلك، وطبعا عزيزتي الأم أو عزيزي الأب، هذا الكلام ينطبق أيضا على الابن المراهق، نسأل الله أن يعيننا على تربيتهم تربية إسلامية صالحة وينشأون على حب الدين والوطن وطاعة ولاة الأمر، وأسأل الله لنا ولهم الهداية وسلامتكم.