13 سبتمبر 2025

تسجيل

الأسطورة

14 ديسمبر 2013

جميل جدا أن تتواصل صفة الوفاء.. خاصة في الوسط الفني والتي أصبحت نادرة فيه هذه الأيام.. وقلما تذكر زميل زميلا له في مناسبة. نادرا ما نرى حضور الفنانين في واجبات هامة مثل الوداع مثلها.. الذي دفعني لكتابة هذه السطور هو الفيلم الذي أخرجه المخرج الكبير محمد النجار عن زميل له هو المخرج إسماعيل عبدالحافظ الذي توفاه الله في سبتمبر العام الماضي. تناول الفيلم القصير أجزاء من بعض أعمال عبدالحافظ وتعلقيات وآراء لأصدقاء له من الوسط الفني وزملاء عملوا معه.. وزادني إعجابا هو تصميم النجار على إخراج مثل هذا الفيلم السينمائي وجعل له عنوان " الأسطورة" في الدراما.. ومحمد النجار حينما يقدم مثل هذا العمل فهو يضيف له من إبداعه السينمائي الذي عرف به منذ أن قدم "زمن حاتم زاهران" في فيلم سينمائي في أول عمل له يضع بصمة عليه وكان من تأليف القدير عبدالرحمن محسن وإذا تحدثنا عن إسماعيل عبدالحافظ نستطيع أن نقول إنه أول مخرج في عالمنا العربي يخرج مسلسلا من عدة أجزاء لتصبح حلقاته 150 حلقة كما شاهدنا في الحلقات الشهيرة " ليالي الحلمية " وأعماله الأخرى المتميزة مثل: الشهد والدموع " و"العائلة".. وخالتي صفية والدير " والوسية " وامرأة من زمن الحب ".. وحدائق الشيطان" والمصراوية " وشارع المواردي "وابن ليل" وضد التيار".. أهالينا.".الأصدقاء"..وكان عبدالحافظ قد كون ثنائيا مع رفيق دربه وصديق عمره المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة ويعتبر من الجيل الثاني في دراما التلفزيون مع محمد فاضل ويحيى العلمي وأحمد توفيق. وكان هذا المخرج مهموما بالناس البسيطة.. عموم الناس حتى إنه صدر كتاب عن سيرته الذاتية بعنوان " مخرج الشعب".. كان يتميز بالتلقائية وثقافة الفنان المبدع واشتهر بارتدائه الجلباب " الثوب الفلاحي" أثناء تصويره لمسلسلاته وعرف بروحه المرحة وتواضعه الشديد في التعامل مع ممثليه.. ومنذ ثلاثة أعوام بدت عليه علامات الإجهاد الشديد.. وبعدها بأيام قليلة بدأ صراعه مع المرض حتى وافته المنية. فليم " الأسطورة" الذي أخرجه النجار عن حياة عبدالحافظ وتناول مسلسلاته وفنه وإبداعه أتمنى أن يراه كل من له اهتمام بالدراما والفن والناس البسيطة المتواضعة.. فقد كان هذا المخرج رحمه الله يدرك جيدا معاناة الناس البسيطة ويقدمها في معظم أعماله. شكرا للنجار ونأمل أن تظل صفة الوفاء متواصلة ومستمرة مع أهل الفن.. صناع القوة الناعمة في حياتنا..