15 سبتمبر 2025

تسجيل

بطلُ قصة لا ينام

14 ديسمبر 2010

ربما علينا الآن ونحن نودع عام 2010 أن نقتنع بأن فرصة السلام لم تصبح مستحيلة فحسب بل من الخيال والأساطير التي لا يمكن أن يتقبلها أي عقل بشري!. ربما على المصفقين والمروجين لعملية السلام مع الكيان الصهيوني أن يقروا بأن لا سلام دون استسلام وما تريده إسرائيل هو الاعتراف بالدولة اليهودية وليس دولة إسرائيل التي يحسبها الكثيرون الدولة المعتدلة المتحابة الجارة الصديقة الصدوقة!.. بالأمس أطلق النتنياهو قذائفه السياسية وهي لا بأس من دويلة فلسطينية مقابل الاعتراف بدولة يهودية عاصمتها القدس الشريف..لا تفغروا أفواهكم دهشة وتكاد شهقاتكم تسحب كل الأكسجين الذي يحيط بكم فتسقطون مختنقين فهناك (بعض) الدول العربية (الصديقة) لإسرائيل قادرة على هذا الاعتراف البسيط باعتبار إن سفارات هذا الكيان تنتشر على أراضيها وهذا في حد ذاته اعتراف دبلوماسي أنيق بإسرائيل العظمى وحتماً إن ما يريده نتنياهو هو اعتراف الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس بدولته باعتبار ان السلطة الفلسطينية لا مشاكل لديها في هذا الموضوع ومستعدة لأن تجدد اعترافها وتبصم عليه بعدد سنوات النضال لقادتها!!.. واليوم أيضاً يقول السيد عمرو موسى ان عملية السلام انتحرت على صخرة الحكومة الليكودية وتشددها الذي يمنع أي اتفاق للوصول إلى السلام المنشود وكأن الحكومات الإسرائيلية السابقة أفضل!!.. وبالأمس أيضاً.. وقفت إحدى الدول (المطبلة) لإسرائيل وأعني من الدول العربية لتقول في براءة (ولماذا لا يكون الاعتراف متبادلاً؟ فهذا سيجعل الدولتين واقعاً وسيتعايش الشعبان في وئام وسلام والقدس عاصمة مشتركة بينهما وتخلص المشكلة) ورغم ان هذه الدولة معروف عنها انها من الدول التي تماطل في تحقيق مصالح الفلسطينيين وتؤكد في كل مرة على مصالح إسرائيل في المنطقة، إلا إن حلها يبدو منطقياً ومرضياً للسلطة ومرفوضاً تماماً عند الإسرائيليين الذين لن يقبلوا هذه الشراكة السخيفة من وجهة نظرهم.. السلطة وآخ من السلطة التي أحملها شخصياً كل ما يحدث للشعب هناك من اعتداءات إسرائيلية سافرة وعدوان وانتهاكات وسلب الأرض وحقوقهم في الزرع والضرع.. نعم السلطة الفلسطينية أصبحت وجوداً غير مرغوب فيه ويجب أن تتغير وتتبلور لتكون مصالح شعبها فوق مصالحها.. ويجب أن تثور المناشدات ليكون للسلطة مكان غير رأس الهرم في الحكومة التي من شانها أن تتحكم بمصير شعب لا ناقة له ولا جمل في الصراع الدائر بين إنشاء الدولة الحلم وبين تحقيق الرضا الإسرائيلي على كافة الأصعدة.. والأسباب كثيرة بالطبع وراء هذه الدعوة التي أصبحت ملحة وملزمة لقيادات السلطة بتقديم استقالاتهم والتخلي عن (تجاربهم غير الإنسانية) في الشعب الذي لم يستطع أن يحصل على شئ من حقوقه المسلوبة، وأقلها أن يعيش ويتنفس نفس الأكسجين الذي نسلبه من رئة الطفل الفلسطيني ونزود به رئة أي إسرائيلي قذر نراه أحق بجزيئات هذا الهواء..على هذه السلطة ان تنسحب ويكفي ما (هببته) على مدار عقود من الزمان ذاق فيها الفلسطينيون داء الفناء بينما نال الإسرائيليون فيها حلاوة النماء وعلى جثث من؟!!..عليها أن تعترف بمشاطرتها في الجرائم التي تعرض ويتعرض لها هذا الشعب الباسل وأن خضوعها وركوعها وخنوعها كلها كانت (خارطة طريق) للقوات الإسرائيلية لإبادة الفلسطينيين وأن المجازر الإرهابية البشعة التي لا تفرق بين صغير يحبو أو مراهق يلهو أو شاب لا يزال يقطف أولى زهور عمره اليانعة أو رجل يعمل ويحمي عرضه أوشيخ حلمه أن يحج ويستقر ليرعى أرضه، كل ذلك ولا تزال رؤوس السلطة تتمختر تعرض المبادرات وتقدم التنازلات ورحلاتها المكوكية لا تهدأ في سبيل القضية.. مسكينة هي القضية والله.. فهي عمل من لا عمل له ونصيحتي لأي شخص يريد أن يعمل ويلقى مهنة أن يلتحق بالسلطة الفلسطينية فجدول أعمالها لا يتوقف وبنوده تتوالد وتتوارث جيلاً بعد جيل ويؤهله لأن يتقدم في منصبه قدماً، ماعدا منصب رئيس السلطة فهذا حتى الممات بحسب قوانين الشريعة السلطوية الفتحاوية!!. تباً.. فكلما أقسمت ألا أتحدث عن السلطة الفلسطينية يعاودني الحنين للكتابة عنها.. هذا الحنين الذي تؤججه آلام وجروح الشعب هناك التي تجبرني في كل مرة على السؤال الكبير الذي لن تلقى له السلطة جواباً عليه وهو متى سنرى وجهاً غير وجه ياسر عرفات معتلياً قبة السلطة باعتبار ان المستنسخين منه يشبهونه في كل شي؟؟!..ولذا لا فرق ولا فروق بين ذاك وهذا.. كلاهما مصاب بديسك في رقبته من شدة الركوع!!. فاصلة أخيرة: إسمعوني قبل أن تفتقدوني ياجماعة لست كذاباً كل ما في الأمر أن العبد صلى مفرداً بالأمس في القدس ولكن الجماعة يريدون أن يصلوا جماعة!!