11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل هي حروب أوروبية - أمريكية ضد الفلسطينيين؟

14 نوفمبر 2023

لم تباغت حركة حماس في هجومها الصاعق إسرائيل، بعكس ما كانت تروج تل أبيب لتغطية خسائرها التي لم يسبق لها مثيل سواء في أعداد القتلى والأسرى الإسرائيليين. لقد كان أمام إسرائيل 4 خيارات في غزة أحلاها مرّ كما قالت صحيفة هاآرتس من دون توضيحات. وقالت حماس إن الهجوم الفلسطيني جاء نتيجة المداهمات الإسرائيلية الدائمة في الضفة الغربية المحتلة وأزمة قطاع غزة الذي يقبع تحت الحصار المستمر منذ 16 عاماً. لقد حبس العالم أنفاسه. فإسرائيل بدأت الخطة الصهيونية بتحرك الدبابات الإسرائيلية على محورين، ومدافعها موجهة صوب هدفين، الأول قطاع غزة وسط هذيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا خيار سوى القضاء على حماس في غزة، والثاني إقتحام جنوب لبنان تحسباً لأي تدخل «افتراضي» من حزب الله في الحرب التي كانت على وشك الإندلاع. المفاجأة في هذه الحرب ان إسرائيل استدعت عدداً غير مسبوق من جنود الاحتياط بحدود 300 ألف جندي، مع فرض حصار كامل على قطاع غزة تمهيداً لشن هجوم بري مدمر رداً على مسلحي حركة حماس سبق أن شنته عدة مرات لأنها لا تملك غير هذا الخيار اليائس الذي استهجنه العالم كلما لجأت إسرائيل إليه لأنه يستهدف المدنيين والنساء والأطفال والمباني والمياه والكهرباء والأنفاق. نعم خيارات إسرائيل يائسة، إذ أن طائرات إسرائيلية شنت غارات جوية مكثفة على قطاع غزة لساعات. وفي المقابل أعلنت حماس أنها ستعدم مختطفاً إسرائيلياً مقابل كل قصف إسرائيلي لمنزل مدني من دون سابق إنذار، وتصاعدت أرقام المحتجزين الإسرائيليين والقتلى والجرحى. وذكرت بعض المصادر أن الحرب قد تمتد الى لبنان أو سوريا في إطار حربي إقليمي، لكنه مجرد تكهن غير مؤكد. من الأخطاء التي لا مبرر لها قيام الاتحاد الأوروبي في عز القتال بتجميد 728 مليون دولار مساعدات للفلسطينيين، وهي في أغلبها للسكان المدنيين غير المسلحين الذين مازالوا في أمسّ الحاجة الى هذه المساعدات خلال ظروف الحرب لتأمين الأغذية للعوائل والمرضى والمصابين. لكن على العكس من الاتحاد الأوروبي ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها المالية والطبية والحياتية للجيش الإسرائيلي بالإضافة الى حاملات الطائرات القاصفة بما يعني بالعربي الفصيح مشاركة فعالة أمريكية في الجانب الإسرائيلي بانحياز مكشوف الى دولة الإرهاب الصهيوني. وإزاء هذا الموقف التسليحي التمويلي الأمريكي لتل أبيب أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني «مثال حيّ على فشل السياسة الأمريكية المنحازة في الشرق الأوسط». وفي فضيحة دولية أخرى تعهد زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك بدعم «قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها» ودعمها «الثابت والموحد» لإسرائيل، وهو ما لم يحدث حتى مع أوكرانيا. بل ان الدول الخمس أدانت بأسماء رؤسائها منظمة حماس وما وصفوه بأعمالها «المروعة والإرهابية»! بينما أعمال إسرائيل «خيرية وتابعة للصليب الأحمر والنجمة السداسية الصهيونية»! وأكثر من ذلك مضى الزعماء الخمسة بإطلاق توصيفات لحركة حماس بأنها «غير مبررة ولا مشروعة ويجب أن تلقى إدانة عالمية»! وانفردت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني بوصف دفاع حركة حماس عن الشعب الفلسطيني الأعزل بأنه «غير مشروع ويجب أن يلقى إدانة عالمية». ولولا الملامة لاقترحوا منح نتنياهو جائزة نوبل للسلام! هذه حرب سقط فيها الأطفال الرضع ضحايا أكثر من أي حرب معاصرة حتى في أوكرانيا وأفغانستان والعراق. لقد زلزلت الصواريخ والقذائف الإسرائيلية أساسات العمارات والمنازل والمستشفيات والفنادق ودفنت السكان تحت الأنقاض كما يحدث في الزلازل والهزات الأرضية. المشهد ما زال مفتوحاً في كل الاتجاهات.