19 سبتمبر 2025
تسجيلمن أروع ما قرأت عن تلك المرأة التي تقوم بكافة الأعمال مستعجلة وبشكل سريع. تزور صديقاتها وتجلس برهة من الزمن وتحتسي القهوة وتستأذن متعذرة بأنه ليس لديها وقت. وتؤدي واجباتها المنزلية على عجل متعذرة بأنه ليس لديها وقت. استضافت جارتها يوما وقامت مسرعة لعمل الشاي وقضاء وقت قصير معها ثم قالت لجارتها هل انتهيت من الزيارة؟ يمكنك المغادرة فأنا ليس لدي وقت. حال تلك المرأة المسنة التي تعيش مع زوجها المسن المتقاعد دون أي التزام بمشاوير الحياة أو تربية للأبناء أو حتى متابعة لسوق الأوراق المالية. يا ترى لماذا لم يكن لديها وقت. هذا السؤال طرحته عليها جارتها المقربة، فأجابتها أن العمر يمضي وعلي استغلال ما تبقى منه في قراءة صفحة من كتاب الله كي أملأ بها ميزان أعمالي الذي قارب على النهاية. استغربت تلك الفلسفة الحياتية؛ فكلما اقترب الانسان من خط النهاية فإنه يبذل جهدا كبيرا ومضاعفا لم يكن يقوم بمثل ذلك في بداية حياته وفي أيام صباه. هذه الرؤية تنطبق في كل أمور حياتنا. الطالب الذي يقترب من أيام الاختبارات النهائية يركز أكثر في المذاكرة واسترجاع الدروس بغير ما اعتاد على دراسته في الأيام العادية. الأسرة التي تعلم تاريخا محددا لمناسبة سعيدة ينتظرونها فإنهم في الأيام القليلة الأخيرة يكثفون جهودهم من أجل إتمام كافة الترتيبات بحجة أنه ليس لديهم وقت يضيعونه. الموظف الذي يقترب من تاريخ تسليم المهمة التي يعمل عليها منذ فترة فإنه يزيد من ساعات العمل ويضاعفها. الرجل المسن الذي شبع من ملذات الحياة يحاول أن يستعيد شبابه من أجل أن يضاعف عمله من صلاة وصيام وصدقات لعل ما تبقى من أيام تكون مليئة بالصالحات. وهكذا هي الفطرة البشرية، إلا أن الكيس الفطن الذي يخزن من تلك الأعمال والجهود والشعائر والعبادات منذ الصغر كي لا يضطر أن يلهث في آخر عمره لعله يكسب ما تبقى. هذه بعض المحاور التي تساعد في الاستثمار الأمثل للوقت: • اكتب خطة خاصة بك للأمور المالية، والاجتماعية، والدينية، ومستقبل اسرتك. • كرس كل ما لديك من وقت لتحقيق أهدافك وخطتك. لا تترك وقتا للفراغ أبداً. • فوض بعض الأعمال للآخرين ما أمكن ذلك؛ فالانتباه للتربية يختلف عن التركيز على الرعاية. فالرعاية مثل غسل الملابس تنظيف الأواني وترتيب المكان يمكن تفويضها. • استثمر في الأمور التي تفهمها وتتقنها. وهناك أمور كلنا نفهمها تدخل في بند الواجب مثل: حفظ القرآن وقيام الليل والصدقة. إن القدرة على إدارة وقتك بشكل فعال أمر مهم لأنها تؤدي إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية وتقليل التوتر وزيادة النجاح في الحياة. وعندما تدير وقتك بفعالية فإنه يتحقق لك: 1. تخفيف التوتر: لو قمت بعمل جدول مهام واتبعته فإنه يحد من القلق. وأنا متأكد أنه عندما تقوم بإلغاء تحديد العناصر الموجودة في قائمة "المهام" اليومية الخاصة بك، فستشعر بالسعادة بسبب هذا الإنجاز. 2. الوقت الإضافي: فالإدارة الجيدة للوقت تكسبك وقتًا إضافيًا تقضيه في حياتك اليومية. فالأشخاص الذين يمكنهم إدارة الوقت بشكل فعال يتمتعون بوجود المزيد من الوقت لقضائه في الهوايات أو الأنشطة الشخصية الأخرى. 3. المزيد من الفرص الجديدة: في الحقيقة تؤدي إدارة الوقت بشكل جيد إلى المزيد من الفرص وتقليل الوقت الضائع في الأنشطة التافهة. فمهارات إدارة الوقت الجيد هي الصفات الرئيسية التي يبحث عنها كل فرد. 4. القدرة على تحقيق الأهداف: نؤمن جميعا أن الأفراد الذين يمارسون الإدارة الجيدة للوقت قادرون على تحقيق الأهداف والغايات بشكل أفضل، ويقومون بذلك في فترة زمنية أقصر. آخر المطاف: إذا كنت جادا في إدارة وقتك بفاعلية عليك تحديد أهدافك بشكل صحيح، وتختار بشكل حكيم وغير عاطفي أيا من هذه الأهداف له أولوية، وتقوم بتحديد وقت زمني لاستكمال المهام، ونصيحة: خذ وقتا للراحة كلما أنجزت وكافئ نفسك فيه، واستخدم باستمرار التقويم الالكتروني أو حتى اليدوي (الدفتر) لتنظيم أمورك، ومن المهم إزالة الأنشطة الزائدة غير ذات الأهمية من التقويم (الكلندر). همسة: المواقف غالبا هي التي تعيد ترتيب الأشخاص في حياتك. دمتم بود [email protected]