20 سبتمبر 2025

تسجيل

طواف القبور .. وطواف القصور

14 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اعتدنا على سماع الكثير من المواعظ والدروس والخطب التي تُحذّر من طواف القبور، واتخاذها مساجد. لكن نادرًا ما تسمع من بعض هؤلاء المشايخ والدعاة من يحذر من فتنة الطواف بقصور الزعماء والرؤساء.مع أن فتنة أصنام البشر أخطر من الحجر.لقد وصلت درجة تأليه بعض الحكام إلى القول بأنه النافع الضار ! وزعم بعض مدعي العلم بأن رئيسه مرسل من السماء! وهتف بعض عبّاد البشر: الأسد أو لا أحد !ومدح أحد الشعراء أحد الأمراء فقال:ما شئت لا ما شاءت الأقدار .. فاحكم فأنت الواحد القهاروزعم بعض المتزلّفين إلى أهل القصور في عصرنا الحاضر بأن حاكمه يعلم ما كان وما يكون، وما سيكون في المستقبل! لقد نهى الإسلام عن المغالاة في البشر حتى ولو كانوا أنبياء، وكان صلى الله عليه وسلم ينهي عن إطرائه كما فعلت النصارى مع سيدنا عيسى عليه السلام، فكان يدعو أصحابه ليقولوا عنه: "عبدالله ورسوله".ومع كل هذا النهي وجدنا من يبالغ في إعطاء بعض البشر منزلة فوق منزلته، فوجدنا من بالغ في حب آل البيت حتى أوصلوهم إلى درجة فوق الملائكة والأنبياء، وأعطوهم القدرة على فعل أشياء هي مما اختص الله تعالى بها نفسه كلم الغيب، وإحياء الموتى، وشفاء المرضى !!وخرج علينا بعض مدّعي العلم ليُلبسوا الرؤساء والزعماء لباس العصمة، ويجعلونهم فوق النقد، وجعلوا لهم ذوات تكاد تضاهي الذات الإلهية !!ولذلك بمجرد أن ينتقد شخص ما مسؤولًا أو رئيسًا لظلمة أو فساده، جاءته التهمة الجاهزة "هذا من الخوارج ودعاة الفتنة" !!وربما قدم هذا الإنسان النصيحة بآدابها، وسلك منهج السلف في بيان أخطاء المسؤول إلا أن هؤلاء اعتبروا ذلك من الكبائر ومن خيانة الدين !!لقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الدين النصيحة، وهي تشمل الجميع "أئمة المسلمين وعامتهم".وكان عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين يدعو رعيته أن يقدموا النصيحة له ويقول: "لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها".لسنا مع إثارة الفتن، ولا الدعوة إلى الخروج على الحكام، ولا تمزيق شمل المجتمعات، لكننا في المقابل ندعو إلى احترام حقوق الناس وصيانة حرماتهم، وأن يُعطى للإنسان الحرية التي منحه الله تعالى إياها.لقد وجدنا بعض مدعي العلم من يدافع عن الطاغية القذافي، والمجرم بشار، ويجعلهم ولاة أمر لا يجوز الوقوف في وجه ظلمهم، أو الإنكار عليهم برغم كل الجرائم التي ارتكبوها في حق شعوبهم !!مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم، وبيّن أن من سادة الشهداء رجل قام إلى حاكم ظالم فأمره ونهاه فقام بقتله.لكن بعض مدعي العلم يريدون من المظلوم السكوت ولو هتك الحاكم عرضه !!لذلك نقول لمن باعوا دينهم من أجل دنيا غيرهم، عليكم بمراقبة الله فيما تطلقونه من فتاوى وأحكام، وأن لا تفرّقوا في التحذير بين من طاف بالقبور، ومن يطوف حول القصور.