21 سبتمبر 2025
تسجيلفي السنوات الأخيرة ظهر علينا ما يسمى بالحج السريع وكنا نستغرب كيف يأتي الناس الى مكة في اليوم السابع من ذي الحجة. وكان يصاحب هذا النوع من الحج النكات بسبب تسميته وعدم شعور الناس بالفريضة لقلة مكوثهم في مكة وتفويت الفرصة على انفسهم لعدم ادائهم الصلوات في الحرم الذي تعادل الصلاة فيه مائة الف صلاة وكذلك لعدم ذهابهم الى المدينة والسلام على الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الطريقة في اداء الحج اصبحت تقريبا هي السائدة الآن. وجاء الينا شيء جديد، اتمنى ألا يكون هو السائد في المستقبل القريب. ذلك الشيء استطيع ان اسميه الحج الصاروخي، وهو ان يذهب الحاج يوم التاسع من ذي الحجة ويعود في نفس اليوم، وهذا ما حدث لدى البعض هذا العام ان سافر للحج من قطر يوم السبت صباحا وعاد الى قطر يوم السبت مساءً حيث ذهب الى مكة وطاف وسعى ثم الى عرفة في دقائق والعودة الى الدوحة في نفس اليوم، متخذا كل الأعذار الممكنة في هذا الشأن حتى وان لم تكن لديه اعذار وتاركا وراءه سجلا من التوكيلات والهدي والفدا وهي عنده كشربة ماء. قد يقول البعض الحج عرفة وهو المطلوب. هذا صحيح قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غبار عليه. ولكن هل المقصود تطبيقه بهذه الطريقة والاجابة يعرفها الجميع ولا حاجة للتعليق عليها او ان اضع نفسي مفتيا فيها وكل ما اود ان اقوله ان ذلك يقلل كثيرا من تعظيم شعائر الله واستشعار الأماكن المقدسة والمناسك التي كان يؤدي بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الحج ولا يشعر بالتعب والجهاد ولا يطبق آيات الله سبحانه وتعالى كما نزلت في كتابه عن الحج وتغيب عنهم تلك الراحة النفسية التي يتذوقها الحجيج. ولماذا تلك العجلة وليس هناك امر طارئ بل بالعكس كانت النية معقودة عند البعض للذهاب والعودة في نفس اليوم. لا يعني ذلك شيئا الا ان يسجل في موسوعة جينس للارقام القياسية. كلنا نعرف ان الحج لمن استطاع اليه سبيلا، فمن لديه مشاغل بهذا الكم الكبير فلماذا هذا الحج مع النواقص المتعددة واهمها الاستشعار بالقيم الراسخة للحج وكيف يتم لهؤلاء الدعاء في عرفة وهناك ما يشغلهم للعودة الى الوطن او ماذا يمكن ان يقولوا في الدعاء؟! الا يعلم اولئك ان غيرهم يأتي الى الحج مشيا على الأقدام وهناك من يظل يجمع امواله لأكثر من خمسين سنة ليتمكن من الحج والكثير لم يستطيعوا الحج، فكان من الأولى مساعدتهم وكسب الأجر الكبير فيهم. وليس بمستبعد ان يلجأ مثل هؤلاء من يسمون انفسهم بالحجاج ان يحجوا بالطائرة ويرجعوا بمعنى ان تمر بهم الطائرة على عرفة ثم يعودوا.. او ان يحجوا بالأقمار الصناعية اي ان يكونوا في الدوحة مثلا وتكون صورهم متحركة موجودة بالتلفون في عرفة وان ارادوا يمكن ان تكون ثلاثية الأبعاد (3D) ومن ثم يغلق الهاتف وينتهي الحج في اقل من دقيقة..الخ من وسائل الاتصال المتقدمة والتي قد تأتينا في القريب العاجل وهناك من سيفتي بها ويؤكد صحتها. اسأل الله ان يتقبل الطاعات من جميع الحجاج ونحمد الله على سلامة وصولهم الى ذويهم وكل عام وانتم بخير.