11 سبتمبر 2025
تسجيلعلى مدى ثلاثة أيام توهجت الرواية العربية وتألق الأدب في الحي الثقافي "كتارا" في قلب الدوحة، ونجح الحي الثقافي في كسب الرهان عربيا، ومعه كسبت الرواية أيضًا رهانها، مع توافد الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثانية، إلى المنصة لتتويجهم "ملوكا" على عرش الرواية العربية، من مشرق الوطن العربي إلى مغربه، من شامه وعراقه إلى يمنه في أقصى جنوب شبه جزيرة العرب، ومن الخليج العربي إلى بلاد المغرب الكبير مرورا بمصر والسودان، في واحدة من أجمل اللوحات العربية المعاصرة، حين ترى الفائزين من بين المشاركين من كل الأقطار العربية، الذين رفعتهم أقلامهم وقدراتهم، فوق غيرهم درجات. جائزة "كتارا للرواية العربية" هدية قطر للعرب، وهدية الحي الثقافي للمثقفين العرب والأدب العربي، ومساهمة حقيقية لإحياء الثقافة العربية، ووضعها على خارطة العالم من بوابة الرواية، وبذلك تنتصر "كتارا" للفكر العربي، وتحاول أن تطلقه من قيوده، وتزوده بالزخم اللازم لكي يندفع إلى الأمام، ويحلق في فضاء جديد، فالأمم تصنعها أقلامها أولا، وتحميها السيوف وأسنة الرماح بعد ذلك.من بين أكثر من ألف مشارك في الجائزة توّج الكاتب المصري ناصر عراق بجائزة كتارا للرواية العربية في صنف الرواية المنشورة عن عمله السردي (الأزبكية) إلى جانب الروائيين الفلسطيني إبراهيم نصر الله (أرواح كيلمنجارو) والفلسطيني يحيى خلف (راكب الريح)، اللبناني إلياس خوري (أولاد غيتو)، واللبنانية إيمان حميدان (خمسون جراما من الجنة)، وحصل كل فائز على مبلغ ستين ألف دولار.وفازت رواية (الأزبكية) كأفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي، وحصل مؤلفها على جائزة قيمتها مئتا ألف دولار أمريكي. والكاتب ناصر عراق فاز بجائزتين قيمتهما الإجمالية 260 ألف دولار أمريكي.وفي صنف الرواية غير المنشورة، توّج الكاتب السوداني على أحمد الرفاعي عن عمله السردي (جينات عائلة ميرو)، إلى جانب الروائيين سالمي الناصر (الألسنة الزرقاء)، والعراقي سعد محمد رحيم (ظلا جسد.. ضفاف الرغبة)، واليمني محمد الغربي عمران (ملكة جبال العالية)، والمغربي مصطفى الحمداوي (ظل الأميرة)، وحصل كل فائز على جائزة قيمتها ثلاثون ألف دولار. واختارت لجنة التحكيم رواية (جينات عائلة ميرو) كأفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي، وسيحصل مؤلفها على جائزة قيمتها مائة ألف دولار أمريكي. وفي صنف النقد الروائي والدراسات، فاز كل من إبراهيم الحجري، وحسن المودن، وحسام سفان، وزهور كرام، ومحمد أبو عزة. وقيمة الجائزة 15 ألف دولار أمريكي.هذا الفوز المستحق لخمسة عشر روائيا وناقدا تم بنزاهة كاملة وشفافية تامة أشاد بها الجميع، واستحق القائمون على الجائزة الأشادة من الجميع، خاصة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للحي الثقافي، الذي أكد أن "كتارا أضحت محطة بارزة في عالم الرواية العربية، من خلال هذا المشروع العربي الريادي، الذي يجمع بين الرواية والترجمة والدراما، ليتحقق بذلك التواصل بين ثقافات العالم". وانه "كتارا" دشّنت هذه الجائزة، "لتصبح صرحا لنشر الرواية العربية المتميزة".وهنا لا بد من الإشادة أيضًا بـ"دينامو" الجائزة ومشرفها الأستاذ خالد السيد، الذي تابع كل التفاصيل بلا كل ولا مل،ل لضمان أقصى درجات النزاهة والشفافية من أجل إنجاح هذه التظاهرة الروائية العربية الكبيرة. وهو ما نجح به، وإلى جانبه فريق كبير من لجان التحكيم والمنسقين والعاملين من الجنود المجهولين.باختصار كسبتت "كتارا" وإدارتها احترام الوسط الأدبي والروائي العربي، وكسبت إدارة الجائزة ثقة المثقفين العرب الذين يصعب إرضاؤهم وفي النهاية كسبت الرواية العربية منصة قوية تساعدها على الانطلاق على امتداد الوطن العربي والعالم.