08 أكتوبر 2025
تسجيلفي هذه الأيام المباركة.. أسأل هل استطاعت السينما كوسيلة جماهيرية واسعة الانتشار قوية التأثير على المشاهدين أن يتم تطويعها لخدمة أهداف الدعوة الإسلامية في إعداد الفرد المسلم في مجتمعنا الإسلامي. للأسف الشديد لم يستطع القائمون على هذا الفن الجماهيري أن يوظفوه بالشكل الذي يجب مثلما وظفوا السينما لأغراض تجارية واستهلاكية وترفيهية.. إن نقادا كثيرين أكدوا أن السينما كفن من الفنون الواسعة الانتشار والأكثر تأثيرا والتي لابد وأن تأخذ دورها في خدمة الإنسان بتعريفه المفاهيم الإسلامية وحضارتنا العظيمة. ومعروف أن الفنون يمكنها أن تفعل ما لا تستطيع المدارس أن تفعله للمثقف والأمي على حد سواء.. فالسينما هي لغة الفن الأسهل إدراكا والأقوى حجة للإقناع.. هل يستطيع أحد أن يشكك في الرسالة الجميلة الهادفة التي تناولتها أفلام مثل: "عمر المختار " و "الرسالة " للمخرج الراحل مصطفى العقاد.. ومن قبلها بعض الأفلام المصرية كانتصار الإسلام وغيره.. إن الفن الإسلامي وجد لتلبية حاجات الناس وتحقيق فائدتهم بالإضافة إلى أبعاده الجمالية ومعروف لنا كعرب مسلمين أن السينما الغربية كانت عدوا لدودا في هذا المجال.. فلم تتورع السينما الأجنبية عن تشويه كل القيم الإنسانية والحضارية من أجل التأكيد على مفاهيمها الحضارية.. ولقد كان للتاريخ الإسلامي والمفاهيم الإسلامية ولا يزال نصيب كبير من التشويه والإجحاف الذي تمارسه ضدهما تلك السينما سواء بأفلامها التي تناولت بافتراء كبير تاريخنا العريق ومن ثم شاهدنا أفلامها التي تشوه بطريقتها حياتنا العربية الإسلامية وتحاول من خلال ما تبثه لنا أن تصفنا في حملاتها المتكررة بالتخلف وإعاقة الدور الحضاري للكون.. وهناك أفلام تؤكد ذلك منها: "قاهر الشرق" شهر زاد ".. اكسبريس آخر الليل.. إضافة إلى أفلام كانت تشوه العرب منها أفلام لـ سيسيل دي ميل (شمشون وليلة).. وغيرها كالأفلام التي قدمت عن القضية الفلسطينية من وجهه نظر غربية.. وما استجد بعد 11 سبتمبر من نظرة لنا من أن المسلمين هم إرهابيون. إنني أرى من خلال هذه السطور أن هناك أهمية لصناعة سينما إسلامية لأننا في أمس الحاجة إليها.. فهي كصناعة نستطيع أن نوقف بها مظهرا من مظاهر" الغزو الثقافي " لأمتنا وطريقة من الطرق التي نواجه بها حملات التشويه والتشكيك وهي أيضاً طريقة نستطيع أن نواجه بها عمليات التخريب والتشويه التي تصلنا عبر عشرات الأفلام السخيفة والاستهلاكية التي ترد إلينا من منتجين لا هم لهم سوى تحصيل الملايين!