الأراضي البيضاء

المقصود بالأراضي البيضاء هي تلك الأراضي غير المستغلة والمتناثرة بشكل عشوائي في المدن والأحياء القطرية وفي مواقع مهمة وحيوية ومرت عليها سنوات عديدة قد تصل إلى أكثر من ثلاثين سنة للبعض منها، وهي كذلك لم تستغل رغم العمران والتطور الذي تشهده مختلف المناطق بجانبها. هذه الأراضي إما قد حصل عليها أصحابها كمنح من الدولة أو قد تم شراؤها في أوقات سابقة ولم تستغل من أصحابها سواء ببنائها كمشاريع عقارية أو استثمارية ولم يتم طرحها للبيع للاستفادة منها بمشاريع تنفع البلد بدل ركنها لفترة طويلة. ترتفع قيمتها مع مرور الزمن وتأخذ حيزاً كبيراً في بعض المناطق والتي تكون حيوية وتحتاج إلى أن تستغل بالشكل الأمثل والأجدر لما فيه المصلحة العامة، ولكنها تظل تعوق عملية العمران والتطور وتشكل فراغاً واضحاً بين الأسواق أو بجانب الشوارع الرئيسية أو بالقرب من الأبنية الجميلة المتراصة ليتفاجأ الناظر إلى تلك الأراضي وأن سور البعض منها تشوه اللوحة الجميلة للعمران والتطور!. تلك الأراضي تشذ عن المنظر العام وتثير التساؤلات لدى العديد من المواطنين والزوار لبلدنا الحبيب. وهناك منها ما هو مسور بحوائط تكلفت الدولة ببنائها مساهمة منها للأفراد أو المؤسسات، ولكن للأسف بقيت كما هي لفترات طويلة دون أي مساس. إننا أمام مرحلة مختلفة تتطلب الاستفادة من كافة الفرص والمقومات الموجودة، وعلى الجهات المعنية النظر في إيجاد الحل الأمثل لاستغلال مثل تلك الأراضي البيضاء. إذا صاحب الأرض غير قادر على استثمارها أو استغلالها أو الاستفادة منها بأي طريقة فيجب سحبها منه أو وضع ضريبة عليها، وذلك بعد أن تكون قد مضى عليها عدد من السنين وهي كاملة الخدمات ولم يقم باستغلالها. عدم استغلال مثل تلك الأراضي يؤثر وبشكل سلبي على تطوير القطاع العقاري والاستثماري في الدولة، في اعتقادي يجب دراسة وتقييم هذه الأراضي البيضاء من جديد وطرح البدائل والحلول حتى يتم استثمارها بما يخدم خطط التنمية المستقبلية. مثل هذه الفكرة استوحيتها من مقال أخي وصديقي العزيز عيسى المسعودي الكاتب بجريدة الشبيبة العمانية فله مني كل الشكر والتقدير.. فتلك المشكلة تتكرر في العديد من الدول والكل يبحث عن الاستغلال الأمثل لها.