13 سبتمبر 2025

تسجيل

على أبواب الجامعة: صراع عائلي خفي!

14 أغسطس 2023

تعيش كثير من الأسر هذه الأيام اختبارا حقيقيا يواجهونه مع أبنائهم من خريجي الثانوية العامة، يتمثل باختيار الجامعة المناسبة والتخصص المناسب لأبنائهم. تحدثني صديقتي أنها ومنذ أن ظهرت نتيجة ابنها في الثانوية العامة متفوقا وبنسبة تؤهله للدراسة في تخصصات كثيرة، وهي في صراع معه ومع والده وأحيانا مع إخوته وبقية أفراد العائلة من أجداد وجدات وأعمام وعمات وأخوال وخالات، لاختيار التخصص المناسب له. قلت لها ولماذا كل هذا؟ لا تتركون له الخيار ما دام متفوقا؟ وما علاقة كل هؤلاء به؟ أفهم أن يبدوا اقتراحاتهم ونصائحهم، لكن الاختيار له وربما بتدخل أكبر منك أنت ووالده فقط. قالت إنه يريد اختيار تخصص لا نرى أنا ووالده أن له مستقبلا بسوق العمل، وهو ما جعل الصراع يحتدم بيننا فلم نستطع أن نقنعه بخياراتنا ولم يستطع أن يقنعنا بما اختار. ولأنني لم أستطع بدوري أن أقنع صديقتي بأن تترك الخيار لابنها حتى يكون مسؤولا عنه، فقد وجدتني أفكر أن أوجه محاولتي لابنها ومن هم في وضعه! اختيار التخصص الجامعي المناسب هو قرار حيوي يؤثر بشكل كبير على مستقبل الفرد الوظيفي والشخصي. فعندما تقرر التخصص في مجال معين، فإنك تستثمر وقتك وجهودك ومواردك المالية في تطوير مهارات ومعرفة تخصصية محددة. ومن هنا تأتي أهمية اختيار التخصص الجامعي المناسب، فهو يساعدك على تحقيق التوافق بين مهاراتك واهتماماتك وفرص العمل المتاحة. ولا بد من التذكير ببعض النقاط التي تبرز أهمية اختيار التخصص الجامعي المناسب، أهمها تحقيق الرضا الشخصي، فعندما تدرس مجالًا يثير اهتمامك ويتوافق مع شغفك، فإنك تزيد فرصة الاستمتاع بالدراسة وتحقيق النجاح فيها. إن العمل في مجال تخصصك المفضل يمنحك الرضا الشخصي والإشباع الذي لا يمكن أن يحققه عمل لا يتناسب مع اهتماماتك ومهاراتك. كما ينبغي التفكير بفرص العمل والتوظيف بعد الدراسة، ولذلك فاختيار التخصص الصحيح يعتبر مفتاحًا للحصول على فرص العمل المناسبة في المستقبل. فبعض التخصصات تشهد طلبًا متزايدًا في سوق العمل، في حين قد تكون بعض التخصصات أقل توظيفًا. ومن خلال دراسة التوجهات السوقية وفهم احتياجات سوق العمل، يمكنك اختيار تخصص يتماشى مع فرص العمل المتاحة وتوقعات النمو المستقبلية. وما ينبغي الانتباه له تطوير المهارات الخاصة، فكل تخصص جامعي يوفر لك فرصة لاكتساب وتطوير مهارات محددة. واختيار التخصص الصحيح يسمح لك بتطوير قدراتك ومهاراتك الفنية والعملية في المجال الذي ترغب في العمل به. قد تكون هذه المهارات محاسن تميزك عند التنافس على فرص العمل وقد تساهم في نجاحك المستقبلي. والجامعة عادة فرصة لاستكشاف مجالات مختلفة واهتمامات جديدة، لذلك فيمكنك الاستفادة من هذا الوقت لتوسيع آفاقك وتجربة مختلف التخصصات قبل اتخاذ قرار نهائي. لكن هذا الاهتمام الشخصي باختيار التخصص لا ينبغي أن يكون على حساب الرضا الاجتماعي والعائلي، فقد يكون اختيار التخصص المناسب مرتبطًا بتوقعات العائلة والمجتمع المحيط بك. وقد يتعارض اختيار تخصص غير مرغوب به من قبل العائلة مع اهتماماتك ورغباتك الشخصية. ومع ذلك، فإن اتخاذ قرار مستقل يعكس شغفك وقدراتك يمكن أن يؤدي إلى الرضا الاجتماعي والعائلي على المدى الطويل. ولكن لأن اختيار التخصص الجامعي هو قرار شخصي وفريد لكل فرد. ينبغي الاستماع إلى نصائح الآخرين والاستفادة من الخبرات والمعلومات المتاحة، رغم أن الغلبة ستكون دائما للحدس والتمييز الشخصي. أما صديقتي العزيزة فستعجب لاحقا بتخصص ابنها إن أبدع فيه لاحقا لأن العبرة دائما في النتائج والأمهات يعشن نتائج نجاح الأبناء بغض النظر عن نوعه!