20 سبتمبر 2025
تسجيلفي عالم الرياضة والإدارة الرياضية، تظهر بين الحين والآخر شخصيات فذة تترك بصماتها البارزة على مسارات الأندية والفرق الرياضية. ومن بين تلك الشخصيات المميزة والتي أثرت بشكل عميق تاريخ نادي الريان الرياضي القطري بشكل خاص والرياضة القطرية بشكل عام، يتبادر إلى الذهن اسم "علي سالم عفيفة المري"، ( بوفيصل) يعتبر شخصية رياضية وإدارية مميزة من الطراز النادر، حيث تجمع فيه خصال اللاعب المتميز والمدير الفعال، مما جعله يترك أثراً لامعاً في تاريخ نادي الريان الرياضي. تعود بدايات بوفيصل مع عالم الرياضة إلى بداية السبعينيات، حينما انضم إلى فريق الريان الرياضي لكرة القدم في فئة الشباب. كانت بدايته الرياضية مثيرة وواعدة، حيث كان يشارك في فئتي الشباب والفريق الأول في نفس الوقت، وكان يلعب في مركز الظهير الأيسر، وهو من المراكز النادرة والحيوية في فريق كرة القدم. كما انتقل أحياناً للعب في مركز الوسط حسب متطلبات الفريق. خلال مسيرته الرياضية، شارك بوفيصل مع العديد من اللاعبين الكبار والصغار في نادي الريان. كان جزءاً من جيل مؤسسي للكرة الريانية، حيث تشارك مع لاعبين مثل سلمان خليفة، وسعد زويران، وصالح الغانم، وناصر المحشادي، وعلي العلي، وغيرهم من الأسماء التي بنت أسس كرة القدم الريانية والقطرية. وزامل كثير من اللاعبين الصغار الناشئة آنذاك منهم منصور مفتاح ومحمد عفيفة وخميس الشمالي ومحمد خليفة وغيرهم من الاسماء النجوم وقتها. في نهاية السبعينيات، تعرض بوفيصل لإصابة في ركبته خلال مشواره الرياضي. أجرى عملية جراحية لإصلاح الرباط، مما أبعده عن الملاعب واللعب. ورغم ذلك، استطاع أن يحقق بطولة الدوري مع الفريق اثناء رئاسة سعادة محمد بن همام، مؤكداً إصراره وقوته. تميز بوفيصل ليس فقط داخل الملعب، بل أيضاً خارجه. كان شخصية محبوبة ومحترمة بين اللاعبين والجمهور، مما جعله يكون مرشحاً للعودة إلى النادي من خلال الجانب الإداري. في عام 1999، انضم بوفيصل إلى النادي كرئيس لجهاز فريق كرة القدم. منذ ذلك الحين، استمر بوفيصل في النادي وشغل مواقع ومسؤوليات متنوعة داخله حتى وقتنا الحالي. تراوحت المسؤوليات التي تقلدها بوفيصل بين إداري للفريق الاول، ورئيس جهاز فريق كرة القدم، وعضو في مجلس الإدارة، ومدير تنفيذي، ومدير عام، ونائب رئيس لنادي الريان. واستطاع خلال مسيرته تحقيق إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة وفي مختلف الرياضات داخل النادي. من إنجازاته الرياضية كإداري كرة القدم، تحقيق 4 كؤوس أمير، ومرتين كأس ولي العهد، ولقب الدوري، ومرتين كأس قطر، ومرتين لقب الدوري التنشيطي بطولة الشيخ جاسم. ولم يكتف بتحقيق النجاحات مع الفريق الأول فقط، بل شملت إسهاماته أيضاً الفئات السنية. وكثير من الانجازات مع الرياضات الاخرى في كرة اليد والسلة والطائرة الالعاب القوى وغيرها من الرياضات في نادي الريان الرياضي. بجانب إسهاماته الملموسة داخل نادي الريان، شارك بوفيصل في لجان متعددة مع الفيفا والاتحاد القطري ومؤسسة دوري نجوم قطر، وذلك لمساهمته في الجوانب الفنية والانضباطية ومتابعة المباريات. كان لبوفيصل دور مهم أيضاً في إثراء المشهد الرياضي القطري من خلال انضمامه إلى أكاديمية "أسباير" منذ تأسيسها في عام 2004. تسهم هذه الأكاديمية بتطوير الشباب الرياضيين وخلق أبطال في مختلف الرياضات، وكان لبوفيصل دور بارز في تحقيق هذا الهدف من خلال إدارته للأكاديمية وعطائه المستمر وشغفه بالعمل. ختامًا، يمكن القول إن بوفيصل هو أحد أبرز الشخصيات الرياضية والإدارية في تاريخ نادي الريان والرياضة القطرية. من خلال مسيرته المتعددة وإسهاماته المتنوعة، واستطاع ترك بصمة لامعة في مسار النادي والرياضة القطرية بشكل عام. تجمع شخصيته بين الروح الرياضية العالية والكفاءة الإدارية، مما جعله نموذجاً يُحتذى به لكل الرياضيين والإداريين الطموحين، وإسهاماته الكبيرة في تطوير الرياضة القطرية تجعله قدوة للأجيال القادمة وشخصية رائدة في عالم الرياضة والإدارة. نشكرك يا أستاذنا العزيز، علي سالم عفيفه المري، على كل ما قدمته وتقديمك المستمر لنادي الريان. إنك تمثل جوهر الروح الريانية وتاريخها العريق. نحن نفتخر بوجودك ونتطلع بشغف إلى مشاريع جديدة تساهم بها في اثراء عالم الرياضة القطرية.