02 نوفمبر 2025

تسجيل

مؤسسة الزواج "2 ـ 2"

14 أغسطس 2016

اتصالات كثيرة وتعليقات أكثر على مقال الأسبوع الماضي الذي نستكمل شطره الثاني اليوم، وجُل هذه التعليقات منصب على تقديم نصائح وخبرات للحفاظ على نجاح مؤسسة الزواج، وبعضها يؤكد أن كل حالة زواج منفرده ومختلفة عن الأخرى وأن ما يصلح لزوجين ربما لا يصلح لزوجين آخرين. والحقيقة أن كل ما وصلني صحيح ولكننا نتكلم في عموميات إن طبقت فلن تضر مع إيماننا بخصوصية كل علاقة على حدة. وبالعودة الى خبراء التنمية وما قالوه في كيفية المحافظة على مؤسسة الزواج، يشدد الخبراء على الزوجين بضرورة الاهتمام بمظهرهما الخارجي مثلما كانا يفعلان ذلك أيام الخطوبة، كالاهتمام برائحة الفم الطيبة، والتعطير بالروائح الذكية التي تبهج، كذلك ينصح بأن الزوج يمدح زوجته من حين لآخر وبالأخص أمام الآخرين، وأيضا الذهاب إلى المكان المُفضل لديهما أو الذي قضيا معاً فيه شهر العسل لتجديد الذكريات السعيدة، وهناك نصيحة غالية جدا هذه المرة كانت أمي الغالية اسأل الله أن يطيل في عمرها، تقولها لي دائما وهي الحرص على أن لا ينقضي يومكما قبل أن تتصالحا وتتناقشا فيما قد أغضبكما، بمعنى لا تباتا متخاصمين لأن هذا يؤجج ويطيل أمد الخصومة بينكما. وينصح الخبراء أيضا الأزواج بأن يتشاركوا معا في اتخاذ كل القرارات ويبتعدوا عن القرارات الفردية، والحرص على تنمية المشاعر والأحاسيس بالكلمات الرقيقة والتقبيل والأحضان التي تلهب مشاعر الحب، والمشاركة في ممارسة الهوايات معا مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو مشاهدة التلفاز، أو أي أمور قد تجعلهما أكثر تقاربا واندماجا، وتخصيص وقت محدد لسماع بعضهما والحديث عن المشكلات التي تواجه كلا منهما في العمل أو مع الأصدقاء. أما النقطة القادمة فقد تحدث عنها القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام والآن يركز عليها خبراء التنمية البشرية وأطباء الاستشارات الزوجية وأعني بها اللجوء للشخص المناسب في تسوية مشاكلهما مصداقا لقوله عز وجل (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا) هذا لأن الحياة لا يمكن أن تخلو من المشكلات، ولكن تقف حدتها وفقا لحسن أو سوء التعامل معها، فالزوجة لا تجد سوى والدتها أو صديقتها كي تشكو لها، والزوج كذلك، وهي من السلبيات التي تعمل على تفاقم المشكلات بينهما، فالأهل غالباً لا يلقوا اللوم على أبنائهم ويرونهم دوماً على صواب، وكذلك الأصدقاء، لذا على الزوجين أن يحرصا على تسوية مشاكلهما بعيداً عن تدخل الأهل والأصدقاء، والصوت العالي، والانفعال، وفي الغرب يلجأون إلى استشاري علاقات زوجية وأسرية للحصول على المشورة السليمة بعيدا عن المجاملات ولكنني أنصح بأحد الأقارب وليس شرطا أن يكون الأب أو الأم بل شخص مشهود له برجاحة العقل وحسن التصرف ومحبة الزوجين وتمني الخير لهما. كما إنني أدعم كل الآراء التي قرأتها وتدعو الى التفكير الإيجابي القائم على التفاؤل في أن الشريك يستحق الحب والتقدير والاحترام.. لأن ذلك الشعور يبعث في النفس الرغبة والقدرة على تخطي الصعاب وأي مشاكل بعد الزواج، فلابد من إدراك حقيقة هامة وهي أن ما نعتقد فيه يعتبره العقل أمرا فيتحول الى سلوك نقوم به عن اقتناع وإيمان، لذا ينصح الخبراء المقبلين على الزواج الراغبين في دوام الحب حياً للأبد بعد الزواج، بالنظر الى الحياة الزوجية نظرة واقعية محاطه بالأمل والتفاؤل والاصرار على تخطي أي صعاب من أجل زياده المحبة والألفة بالشريك، لاستمرار الحياة الزوجية قائمة وسعيدة. وأخيراً أرجو من العلي القدير أن يديم الحب والمودة بين كل الأزواج ويرزقهم الذرية الصالحة لهم ولأوطانهم ولدينهم بإذن الله إنه نعم المولى ونعم النصير، وسلامتكم.