13 سبتمبر 2025

تسجيل

خرافات ومعتقدات

14 أغسطس 2015

رغم التطور التكنلوجي والمعرفي الذي تتغلغل تفاصيله في حياتنا إلا أن إيماننا ببعض المعتقدات والخرافات التي لا تمت للدين الإسلامي الحنيف بصلة يبدو أحياناً مسيطراً علينا، فنحن نمارس بوعي أو بدون وعي طقوساً موغلة في القدم وذات أصول طوطمية، وإلا فلماذا نلجأ للأعشاب والمأكولات والخرز كنوع من الدفاع والحماية ضد الشرور الغيبية... حيث يصر البعض على تعليق الخرزة الزرقاء أو الكف في بيته وسيارته.. فيما يؤمن البعض الآخر بقدرة "الشبة والسويدة والحرمل" وكلها أعشاب ومكونات طبيعية على درء الحسد والعين، وتذبح بعض الشعوب شاة تحت قدم العروس قبل أن تطأ بيت عريسها. ولماذا يريق المرء دماً حيوانياً عندما يسكن بيتاً جديداً؟ ولماذا يتخوف ويتشكك إذا احترق بيته أو تعرضت سيارته الجديدة لحادث ويعود رأساً إلى تفسير الكارثة على أنه لم (يذبح) ليبعد الشر والعين عن ممتلكاته! ولماذا الخوف مثلاً من القطط السوداء وعدم قطع النباتات ليلاً أو التخوف من وطأ أماكن نجسة؟ ولماذا تقديس بعض الأشجار والاعتقاد بكونها مباركة، ولا نزال في البلاد العربية نرى سيارات التاكسي والنقل وقد توشّمت بكلمات ورسوم ونقوش على شاكلة (يا ناس يا شر كفاية قر) أو (عين الحسود فيها عود) وترى (الحروز واليامعات ) وقد تدلت من بعض النساء والأطفال في محاولة ساذجة لإبعاد العين والشر. لقد بدأ الأنسان بعصر الصيد أو بمعنى آخر بدأ حياته مع الحيوان ولم يكن قادرا على فهم الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير تهدد وجوده فراح يستخدم الجلود والعظام كرموز يعتقد أنها تدفع عنه الأذى ولما تطوّر للزراعة اتجه إلى التمائم النباتية المناسبة لهذا التحول. فالمخلوق البشري علق في البداية (التمائم) أو التعاويذ المصنوعة من طيور أو قرون حيوانات ثم صار يسلخ الجلود ليستخدمها كقرائن بعد أن اكتشف الذبح ولا زال البعض منا يعلق القرائن (رؤوس عزلان أو ذيول بعض الحيوانات أو حدوة الحصان) الذي بدأ كتعويذة ثم صار لدرء الحسد.. ولأن المخلوق البشري ظل خائفا من قوة مجهولة غيبية فقد ظل يدافع عن نفسه بشتى الطرق تارّة بشكل تعويذات صريحة وأحيانا مموّهة. والعرب كغيرهم من شعوب في تحولهم إلى الزراعة والاستقرار تحولت اساطيرهم تدريجيا من الحيوان إلى النبات، وتبعا لهذا التقديس للزرع فقد كان لأهل قريش شجرة ضخمة يقال لها ذات أنواط يحجون إليها ويعتكفون عندها ويذبحون تحتها، إلى أن جاء الأسلام وقضى على الكثير من هذه الاعتقادات الطوطمية إلا أن بعضاً منها بالرغم من ذلك لا يزال يأبى أن يفارق عقولنا وقلوبنا.