11 سبتمبر 2025
تسجيلأصبحت المحاكم من ضروريات الحياة فهي المنفذ الوحيد لرفع الظلم عن المظلوم ولردع الظالم عن ظلمه، فتوسعت شُعب القضايا وزادت مما أدى لزيادة مبانيها ولكنها توزعت في عدة أماكن متفرقة، مما جعل صاحب القضية ينتقل بين هذا المبنى وذاك، وقد يصلها ليكتشف أنه يحتاج الى الذهاب لقسم ليس في نفس المبنى، فيذهب ليصل وقد انتهى وقت العمل وذلك لشدة زحام الطريق. فلماذا محاكمنا في مبان متفرقة متباعدة لا في أرض واحدة واسعة تضم كل تخصصاتها وموظفيها، بمساحات كبيرة للمواقف ومصاعد خاصة للنساء ولكبار السن والمعوقين!؟ وهل هناك مخطط قادم لذلك؟ قد تحسبون أننا نبالغ إن قلنا أن عدد مرتادي المحاكم قد يساوي عدد مرتادي مؤسسة حمد الطبية للمراجعات والعلاج ولكنها قد تكون جزءا من الحقيقة. فقد كثرت المشاكل المدنية والاجتماعية في زماننا هذا ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم وبلادنا من الجنائية. يرى الزائر للمحاكم ومرتادها ممن يتابع قضاياه العجب العجاب من مشاكل الناس المختلفة وتأخر القضايا لسنوات، ويبقى الورق هو الفاصل الأول في القضايا في وقتنا الحالي حيث انتهى عهد القضاة الذين تحدث عنهم التاريخ وعن ذكائهم في كشف الحقائق، فالورقة هي إثباتك لتنتصر مظلوما كنت أوظالما، وكم من مظلوم راح ضحية هذه الاوراق!؟ وكم يحظى القاضي العادل بأجر نصرة مظلوم وفي الاخرة الجنة، فتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القضاة وأحوالهم حيث قال:"القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة، رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاضٍ قضى الحق فذلك في الجنّة." وذكرت بيتا للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني عن هذا حيث قال:فويل لقاضي الأرض من قاضي السمالاعاد ميزانه عن الحق مــايلوكنت أعتقد أنه تستخدم في كتابة القضايا أوراق تختلف عن أوراقنا العادية وأقلام أفضل من أقلامنا في الكتابة، بل وملفات ذات جودة عالية تحفظ أوراق القضايا! إلا أن الحقيقة أن المادة المستخدمة في كتابة القضايا هي نفس الورق والحبر الذي نستخدمه في حياتنا اليومية، فراودني سؤال: هل أوراق القضايا التي تُكتب بالحبر العادي تظل محتفظة برونقها لا تصفر ولا يبهت لون خطها على مر السنين؟! وكيف هو حال الملفات القديمة التي تسكن الأرشيف زمنا، إن كانت الملفات الحالية بعض أغلفتها مهترئة وتسكن الأرض في غرفة الملفات بدل الأرفف!؟ وقد يخطر ببالك تساؤل عندما ترى مكتب موظف/قاض عليه كوب من الشاي/القهوة وملفات بجانبه يقرأها/يراجعها لما قد يحدث لملف إن انسكب عليه خطأ جزء من الشاي/القهوة!؟ هنا بدأت أتساءل حقا: كيف هو النظام بالمحاكم العالمية وهل هناك نظام جديد بالعالم يجعل المحاكم أكثر تطورا ويحفظ القضايا ويُسرع من إنجازها!؟ ومع تساؤلي بدأت أبحث فوجدت أن هناك مشروعا ضخما تحدثت عنه الصحف القطرية ونشرته بين شهري نوفمبر/ديسمبر 2009م عن نظام يطلق عليه اسم "محاكم نت" يهتم بتطوير المحاكم القطرية وهو مشروع متكامل له رؤية مستقبلية تتناسب والنهضة الوطنية حيث تكلف هذا المشروع الملايين التي دُفعت لشركة أجنبية، فأين نظام محاكم نت؟ هل تم إنجازه؟ هل تم تحقيق ما تم نشره بالصحف عن إنجازات كثيرة للمشروع كإتاحة حوالي خمسة عشر بياناً جديداً لانشاء الاحصاءات فضلاً عن معلومات صحيحة في صورة الرسائل القصيرة وخرائط العناوين لاستخدامها في الاعلانات بالاستفادة من مدخلات خاصة بأجهزة حكومية وعامة عديدة كوزارة الداخلية، وكهرماء ونظام البيانات الجغرافية وأُوريدو. وكذلك التسجيل الالكتروني الكامل لكل البيانات والمستندات المتعلقة بالدعوى مما يفيد بالاتصال المستمر بالدعاوى وانخفاض المشاكل المترتبة على فقدان الدعاوي؟ همسة للمجلس الأعلى للقضاء:أين وصلتم مع نظام "محاكم نت" منذ نشره عبر الصحف في 2009؟ وهل أصبح حقاً أول نظام يشمل الدول للافتتاح الالكتروني في المنطقة العربية بافتتاح الدعاوى والطلبات وايداع الوثائق كما ذكرت الصحف؟ هل نجح نظام "محاكم نت" في تحقيق الرؤية المستقبلية التي تتناسب ونهضة دولتنا قطر؟ دمتم في حفظ الله ورعايته.