14 نوفمبر 2025
تسجيل«أنا لا أحبك يا موتُ.. لكنني لا أخافكْ وأُدرك أن سريرك جسمي.. وروحي لحافكْ وأُدرك أنيّ تضيق عليّ ضفافُك أنا لا أحبك يا موتُ لكنني لا أخافك» من يتخيل سرير الموت ولحاف الموت وضفاف الموت؟! كلّ هذا الموت جسدٌ لشاعر، أما الروح فهي لحافه. فلا غرابة بعدُ إذا ضاقت ضفاف الموت عليه. يتساءل البعض هل هذا هو الوقت المناسب لرحيل الشعراء؟! وكأني بهذا السؤال كمن يرتطم بالنجوم الهاويات أرضاً. من أعطى الشاعر حق القول من حلوق الآخرين؟! من أهداه الحنين عبوة فواحة أبدا؟! من قلّده وسام الدهشة الأولى ليبوح عن الجميع ويحمل وزر أعماقهم صامتةً صاخبةً هادرة؟! سبعون عمل إبداعي من الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة لسميح القاسم يجعلنا نتساءل: من يقهر الآخر؟ الإبداع أم الموت؟ لو كان للموت أن يقهر الإبداع لما بقيت الملاحم حتى يومنا هذا، محفورة حتى على الرُقم الطينية. ما يجعلك شاعراً هو لا شك أنين العباد وصوت البلاد.. أليس حملاً ثقيلاً أن تكون صوت وطن؟! لقد وُصف فيما وُصف بشاعر المقاومة، ولطالما تجنب السقوط في مأزق التشتت والتهويم الذي يسميه البعض حداثة، فالقاسم استقى حداثته من التراث كما وصف وعندما رأى البعض أن القيود الإيديولوجية بقيت عليه لأنه استمر في الحزب الشيوعي لفترة أطول من محمود درويش أتت الباحثة والناقدة سلمى خضراء الجيوسي لتدحض هذا الرأي عندما تصفه بالشاعر العربي الوحيد الذي تظهر في أشعاره ملامح ما بعد الحداثة. أما ملامح المحبة الخالصة فظهرت عندما عاتب صديقه محمود درويش آن رحل، قائلاً: تخليت عن وزر حزني/ ووزر حياتي/ وحملتني وزر موتك/ أنت تركت الحصان وحيداً.. لماذا؟/ وآثرت صهوة موتك أفقاً/ وآثرت حزني ملاذا/ أجبني.. أجبني لماذا؟