13 سبتمبر 2025

تسجيل

العازفة البولندية

14 أغسطس 2013

كان أول مقال لي في أبريل ٢٠١٢ هو أصعب مقال كتبته رغم بساطته وقصره، ولكن كونه أول خطوة لي في بداية الكتابة بالعمود الأسبوعي جعلني أقضي وقتاً طويلاً في محاولة إيجاد فكرة تستحق أن تُطرح في مقالي الأول. قرأت الكثير من الكتب، وحرصت على متابعة الكثير من الكُتاب في الصحف، وقضيت ساعات طويلة في الكتابة تارة، ومسح ما كتبته تارة أخرى، ولكن لم أستطع أن أجد الإلهام الذي شغل وقتي وفكري لإيجاده. قضيت وقتها بعض الوقت على ألبومات صور السفر، ورأيت بالصدفة صورة العازفة البولندية التي كانت توجه أنظارها لي عندما صورتها وهي تعزف، وتذكرت حينها تلك اللحظة التي جمعتني بها في شوارع مدينة بروكسل البلجيكية، عندما صورتها وأخبرتها أنها حقاً فنانة رائعة، وطلبت منها أن توقع لي فقالت لي: انني أول شخص يطلب منها أن توقع له، لأنها ليست مشهورة.  بعد أن حملتني الذكريات إلى هذا الموقف الجميل مع "آغنيس" البولندية، أستطعت أن أجد الإلهام لأكتب مقالي الأول "مواهب خلف الكواليس". تعلمت بعدها أن الإلهام لا يأتي عندما نضغط عليه ونجبره على القدوم، بل يأتي عندما نبدأ بتقدير كل الأمور الصغيرة والكبيرة حولنا، ونركز على جمال الأشخاص والأشياء والأفكار حولنا مهما كانت بسيطة. الإلهام لا يأتي إلينا و"نحن جالسون" في مكاتبنا بعيداً عن ساحة الحياة، بل يأتي إلينا عندما نعيش تفاصيل الحياة حقاً، فنستطيع أن نجده في كل مكان.. في موقف معين، كلمة من شخص، فيلم جميل، كتاب، متحف، نزهة، رحلة سفر، قهوة لذيذة، وغيرها من الأشياء المُلهمة التي لا تعد ولا تحصى.. كل ما علينا أن نفعله.. هو أن نفتح قلوبنا للحياة.. قبل أن نفتح أعيننا عليها.