القناة العكاشية

تهدف وسائل الإعلام في الوظيفة الاجتماعية إلى إعلام الناس بشأن الأمور العامة بما يمكنهم أو يمنحهم المقدرة على إصدار أحكام عقلانية ومن اتخاذ القرار.. وفي النظم الديمقراطية يلعب الإعلام دور السلطة الرابعة التي تفرض على أولئك الذين يشغلون مناصب بالسلطة.. والإعلام القوي من المكونات المهمة للمجتمع الحديث الليبرالي.. وشهدت مصر منذ قيام ثورتها في 25 يناير 2011 تطورات هامة أسهمت في إحداث آثار عظيمة على كل أفراد المجتمع وامتلأ الأثير بالزخم من كل صوب وحدب بما كانت ومازالت تحمله الفضائيات من وصف للأحداث ومتابعتها آناء الليل وأطراف النهار حتى أصبحت الأخبار وتلك الفضائيات مطاردة لحركة الإنسان في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرياضة وغيرها. والمفروض أن تعلي تلك الفضائيات قيم الحوار البناء والفكر الإبداعي المتميز القائم على المعرفة والوضوح وحرية الفكر وطرح الحقائق.. إلا أننا للأسف الشديد وجدنا بعض الفضائيات تشذ عن القاعدة تماما.. فالعالم في واد.. وهي في واد آخر وأقصد هنا.. قناة الفراعين.. التي يمتلكها شخص وجعل منها ما يشبه "المصطبة" يرغي كل يوم ويشذ عن الموضوعية.. يعتبر قناته نافذته وسلاحه الذي يهبط من خلاله للحوار ويتوهم أنه الأهم إعلاميا ويتخذ من قناته هذه المتواضعة جدا – بوقا للسب والقذف في حق رموز هامة. محاولا إحداث فتنة بين المسؤولين والشعب.. لقد استدعت النيابة في مصر منذ أيام الأخ توفيق عكاشة لمواجهته بالتحريض على قتل الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس وزرائه وكذلك تحريضه على حرق مقار حزب الحرية والعدالة. وكم كان من الضروري أن يتم إغلاق هذه القناة لمدة 45 يوما. وكذلك سحب ترخيصها إذا تكرر منه ذلك. خاصة أنه ومنذ تولي الرئيس المصري مهامه لا يترك فرصة أو يوما إلا وينهال عليه بما لا يليق ولا يستحب من ألفاظ وسب وقذف يعاقب عليها القانون وقد اختاره شعبه رئيسا للدولة المصرية. يقول الله عز وجل: "واتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة". صدق الله العظيم ويا أهل الإعلام اتقوا الله واتخذوا من الموضوعية سبيلا وكفاكم كيدا وإنكارا وكونوا من الموضوعية والمهنية بما ينفع الناس.