08 نوفمبر 2025
تسجيليا نهار إسود!.. ربما يكون هذا جزء من ردة فعل المحيطين بالمشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة الذي أحاله الرئيس المصري محمد مرسي إلى التقاعد، بالإضافة إلى الفريق عنان رئيس الأركان للقوات المسلحة وعينهما مستشارين له في خطوة جريئة للقضاء على ما يسمى بـ (عسكرة مصر) وإحالتها إلى دولة مدنية بعد أن قضت عمراً تحت حكم المجلس العسكري الذي كان يتولى قيادته المشير طنطاوي نفسه!.. إذن فقد فعلها مرسي وأرجع الأمور إلى نصابها وأكد للجميع إنه رئيس للشعب والعسكر والقائد الأعلى للقوات المسلحة، لاسيما بعد أحداث سيناء الأليمة، التي أقال مرسي على إثرها عدداً من القياديين في المخابرات وأجهزة الأمن.. ورغم خطوة مرسي التي جاءت بحسب المراقبين مفاجأة وبالأحرى (مفاجعة) لطنطاوي وعنان، خصوصاً بعد تجديد الثقة في الأول وإبقاء حقيبة وزارة الدفاع بحوزته في الحكومة الجديدة إلا إن ما يؤكد أن الرئيس المصري بدأ يستوعب أصول اللعبة السياسية وما تتطلبه الكراسي الرئاسية هو إعلانه المفاجئ أيضاً بإلغائه الإعلان الدستوري المكمل، الذي رأى المراقبون أنه لا يحق لمرسي إلغاؤه بأي شكل من الأشكال وهو قرار المحكمة الدستورية التي أعلن مرسي نفسه التزامه بكل الأحكام الصادرة منها، وهذا يدخل السياسة الداخلية لمصر في منحنى لا يستطيع أحد أن يعالجه سوى مرسي نفسه الذي أثبت في كلمته الارتجالية الخالية من التأتأة أنه رجل مصر القادم والقادر على إعادة مصر إلى المسار الصحيح في خريطة القضايا المصيرية التي تدخل المحروسة طرفاً مهماً فيها وتقوم بدور رئيسي لمعالجتها، لاسيما قضية السلام أو الاستسلام إن صح التعبير، ومع كل هذا يحدونا أمل كبير نحن العرب في أن تتبوأ مصر مكانتها التي تخلت عنها سابقاً في عهد المخلوع مبارك وأن تكون من قادة الأمة العربية والإسلامية في تحقيق أمل شعبها الذي عانى كثيراً وآن له أن يرتاح ويبدأ مع مرسي إعادة بناء مصر بما يحقق له السمعة التي أهدرها أبناء مصر تحت وطأة الضنك وسوء المعيشة.. فاللهم أنعم على مصر بالاستقرار والطمأنينة واهد رئيسها لما تحب وترضى فمن يرضيك فقد أرضى نفسه وأهله.