14 سبتمبر 2025
تسجيل- الإنسانية تعيش اليوم تحت وطأة غسيل العقول وترويج الغش الحضاري القناة الفرنسية الأولى والموجهة للعالم بلغات الفرنسية والعربية والأسبانية والإنجليزية (قناة فرنسا 24) التي أنشأت منذ 20 سنة برئاسة سيدة صحفية محترمة زوجة الوزير الطبيب (برنار كوشنار) مؤسس (أطباء بلا حدود) وهي السيدة (كريستين أوكرنت) وساهمت شخصيا في أغلب حوارات سياسية تنظمها القناة حين كانت بالفعل احترافية ومحايدة ثم انقطعت في السنوات الأخيرة دعوات الإعلاميين في القناة لشخصي المتواضع حين أصبح "المدعوون" يمرون عبر "أجهزة الغربلة والانتقاء" الرسمية وتصنف فيهم قائمات بيضاء أو سوداء!. حديثي اليوم عن القناة يتعلق بتخصيص برنامج يومي بعنوان (في فلك الممنوع) تنشطه بتلاعب ودهاء إعلامية لبنانية اسمها (ميسون) تخصصت في إشاعة المثلية (أو الفاحشة أقرب للحق) باللغة العربية في المجتمعات العربية ودعت في كل مرة (كما هو الحال يوم الجمعة 23/6/2023) مثليين ومثليات من بلدان عربية مسلمة "يفتخرون" بما يسمونه (مسيرات الفخر.. غاي برايد) ويرفعون رايات قوس قزح وتترك ميسون لهم ولهن فرص الحديث المطول لإقناع بني أوطانهم بالفلك الممنوع!. وكثيرا ما ركزت الست ميسون في حلقات سابقة برنامجها الحواري على تونس داعية الى "تحرير" القوانين التونسية من عبودية "الذكورية" مؤيدة بعض المظاهر الشاذة التي غزت مجتمعنا منذ عقدين بواسطة وسائل الاتصال الاجتماعية والإذاعات والتلفزات "المتحررة". من جميع الضوابط والأخلاق (أغلب هذه الوسائل ممولة من جمعيات فرنسية وأوروبية بملايين من اليورو). الرأي المتواضع عندي أن المثلية الجنسية موجودة في البشرية منذ أقدم العصور وتعايشت معها المجتمعات المسلمة في أغلب الأحيان بمواقف اعتبارها شذوذا خارجا عن الطبيعة (كالكنائس تماما) دون عنف أو اضطهاد لكن إرادة ميسون ومن يحرك ميسون هي الضغط على الدول المسلمة حتى تبلغ مرحلة تقنين الشذوذ (أي حمايته بالقوانين) كما هو الحال في أوروبا بل والتشجيع على اعتبار الشذوذ حرية شخصية وإتاحة الزواج بين المثليين والمثليات وتمكين (عائلاتهم) من احتضان (تبني) الأطفال و"تربيتهم"!. إن وطني تونس (الذي يهمني) مهدد بغسيل العقول المبرمج والمخطط له والذي يستهدف الأسرة المسلمة بالتدمير وبدأنا نشهد صنفا من الجرائم الفظيعة (مثل قتل الوالدين! وقتل المواليد الذين ولدوا من علاقة زنا أو نتيجة دعارة أو رميهم في أكياس أمام المساجد ودور الأيتام مع تفاقم ظاهرة الهجرة السرية لعائلات كاملة مع تواصل جرائم هتك الأعراض وزواج المحارم مما كان غير شائع حينما كانت أسرتنا قبل تفكيكها متماسكة قوية الأركان بدينها يتربى في أكنافها الأطفال مؤمنين بالله. الغريب هو غياب الدولة بل انعدام وعيها بالأخطار الكبرى التي تهددنا في زحمة الشعبويات الجوفاء والشعارات الخرقاء التي غايتها تأبيد الاستبداد الذي يسهل مؤامرات إخضاع المجتمعات المسلمة لشياطين الغرب الطاغي!. ونتذكر كيف تحايلت مسؤولة أوروبية على أخلاق وإجراءات كأس العالم في الدوحة فدخلت واحتلت مكانها المرموق في منصة الشرف كسائر الضيوف ثم بعد أن اطمأنت الى أن عيون الحرس غفلت عنها نزعت جاكتها ليتبين الحضور أنها تحمل شارة الدعوة للمثلية! مثل هذا السلوك المستهجن لا يضر كأس العالم في قطر والذي وصفته (الفيفا) بأنه كان الأفضل على الإطلاق منذ بدأت مباريات كأس العالم على الصعيد العالمي تنظيما وحفاظا على الأمن واحتراما للفرق والجمهور وتثمينا لبر الوالدين وتكريما لقيم الإسلام الحنيف وأخلاق الأمة في عالم مصاب بلوثة (الإسلاموفوبيا) والعنصرية ضد المسلمين وإتاحة اضطهاد الأقليات المسلمة في عديد دول العالم. اليوم تعيش الإنسانية تحت وطأة غسيل العقول وتبييض العنصرية وترويج الغش الحضاري حيث يقدم لنا الغرب اليميني المتطرف "معتقداته المنحرفة" على أنها "قيم كونية"، مثل حرية المرأة في استعمال جسدها كما تشاء، وحرية الزواج المثلي بإنشاء "عائلات تتركب من رجلين أو امرأتين!!". وحرية التحول من جنس الى جنس بالطرق الهرمونية حتى نشأ جنس ثالث لم نعهده من قبل وهو جنس "المتحولين"!. هذه الانحرافات ليست قيما كونية بل أدوات تدمير الأسرة المسلمة والأسرة في العالم مهما كانت أديانها وفي الأخير هدم الحضارة الإنسانية التي كانت محصلة تعاون وتلاقح بين كل ثقافات العالم خلال قرون وأراد اليمين العنصري الغربي إخضاعها لنزوات أقليات شاذة في الجنس والتعبير والتفكير والغاية هي عودة الهيمنة الاستعبادية المتجددة التي تخلصت منها الأمة الإسلامية بفضل تضحيات ودماء شهدائها الأبرار ومقاومة شرسة لأبطالها الأحرار!.