31 أكتوبر 2025

تسجيل

لا ينسى مسؤوليته

14 يوليو 2015

الإسلام يربي أبناءه على تحمل المسؤولية ومعرفة دور الفرد في التعاون مع مجتمعه والعمل على رفعته وتقدمه، فتجد المسلمين يتعاونون فيما بينهم ويترابطون كل منهم يحس بمسؤوليته عن إصلاح نفسه وإصلاح الآخرين ،فيساعد ويعلم ويتعاون ويعلم أن من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،وذلك مما يميز الفرد في المجتمع الإسلامي وهو فاعليته ونشاطه ودأبه في خدمة إخوانه المسلمين, فمن أجل العهد مع الله والأمانة والوفاء في الحياة الدنيا لابد أن يدرك الحقوق والواجبات في الإسلام، فلا تطغى حياته الدنيا على آخرته فيخسرهما جميعا، وبما أن هذه الأيام أيام خير وعطاء فلا بد وأن تجعل همك هو ابتغاء مرضاة الله تعالى حتى تجعل من صومك وسيلة للانتفاع به في الدنيا و الآخرة ويكون ذلك بحرصك على المساكين والاهتمام بشأنهم وتقديم يد العون لهم، الإنسان في رمضان لابد وأن يعلم أن عليه مسؤولية ينبغي أن يؤدي ما عليه من واجبات حتى يكتب عند الله من السعداء ،فمسؤوليتنا نحو أبنائنا وأزواجنا عظيمة والحذر من التقصير فيها ،فالبشرية كلها قديمها وحديثها أجمعت على أن الولد ثمرة الفؤاد وريحانة القلب وبهجة الحياة ،وجذور الإنسان التي تمتد ولا تذبل إذا ذوى أو انطفأ، يكون فيه للإنسان امتداد لذا لا يماري أحد في أن الرغبة في الولد فطرة إنسانية ثابتة راسخة في حياة الإنسان.فما أحوج أبناءنا في هذه الفترة العصيبة من تاريخ أمتنا إلى مثل عليا وقدوة صالحة يتخذونها نبراسا يهتدون بها في حياتهم الخاصة والعامة ،وتاريخ سلفنا الصالح حافل بهذه المثل التي نمر عليها في قراءتنا بدون وعي ولا تأسٍّ ولا اهتداء كأنما نقرأ للثقافة فحسب، وما جدوى الثقافة والمعلومات إذا لم يكن لها أثر في توجيه شباب الأمة إلى خير العمل وعمل الخير في هذه الحياة، لقد نزل القرآن الكريم للبناء والعطاء ,لبناء الإنسان الخير السوي وعطاء الحضارة الندية السخية ،وإن بعد الناس عنه فسيبقى نداؤه ملحا وهديه ميزانا ،لأنه جاء للإنسان وإن أي فكرة لا تتصل بالإنسان وأي عقيدة أو مبدأ لا يتوجه للإنسان بخير أو ضر لن يكون لها في البشرية صدى ولن تعمر طويلا من المدى ،وإن من أعظم الأفكار التي كانت تصاحب البشرية على امتدادها ،هي تنشئة الإنسان تنشئة صحيحة وتربيته تربية سليمة قويمة ووضعه الموضع الصحيح المريح من هذا الكون بأحيائه وجماداته في حاضره ومستقبله,فما من أب في الحياة إلا ويسعده أن يرى أبناءه على أدب جم وخلق كريم وهو يستمد هذا من سعادتهم بأنفسهم وسعادة المجتمع بهم ،ولكنه هدف كبير يحتاج إلى التخطيط له والاحتفاء به ووضعه نصب العين من أول يوم يرى الولد فيه النور ،فكلما رأينا ولدا يملأ السمع والبصر يسعد الناس بأفعاله ويشد انتباههم بحسن سلوكه أيقنا أن وراء ذلك أبا أو أما تعهده أحدهما أو كلاهما في كل أموره لم يغفلا عنه لحظة,وعلى العكس من ذلك لو رأينا ولدا منحرفا أو هازلا لا يعبأ بنقمة الناس عليه ؛ لرددنا ذلك في الغالب إلى ضعف الرعاية وسوء التربية الأولى ،وليس أمر التنشئة الأولى صعبا إذا وضعنا في اعتبارها أمورا منها أن الولد في حال الطفولة مستعد أن يتقبل كل توجيه متأثرا بغريزة التقليد فمن السهل أن نظهر أمامه في أحسن مظهر سيرة وسريرة وقولا وعملا إنه في هذه الحالة سيستوعب كل شيء أمامه ويختزنه في ذاكرته ثم يقلده ثم يصبح له شيئا مألوفا وعادة يقلدها متى أراد، فلتعي أن كلا منا مسؤول ومحاسب عن أهله وأولاده وأبناء مجتمعه يرشدهم إلى الخير ويحذرهم من الشر خاصة في هذه الأيام أيام رمضان وأنت تحس بمسؤوليتك تجاه أسرتك ومجتمعك فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.