12 سبتمبر 2025

تسجيل

البالوعة

14 يوليو 2015

حين تفيض بالوعة من بالوعات في شارع أو حي ما، فإن حياة السكان في ذلك الحي تتحول لجحيم، فهذا النوع من الفيضان، لا يكتفي بتلويث المكان، بل ينشر الروائح الكريهة بطريقة تزكم الأنوف.ولمن لا يعرف ما هي البالوعة، التي يطلق عليها أيضاً اسم "منهل"، فهي الجزء الذي يمكن فتحه من المجاري لإجراء عمليات الصيانة أو التصريف أو رش المبيدات، لقتل الفئران والحشرات الضارة، خاصة الصراصير.يبدو أن لقب بالوعة هو الوصف الوحيد الذي يليق بصحافة السيسي، هذه الصحافة التي تنشر العفن والترهات والأكاذيب، وتحترف فن التزييف والتخريف، بطريقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإعلامي العربي، وقد تحولت هذه الصحافة الصفراء الفاقع لونها إلى بالوعة حقيقية لا يخرج منها إلا ما هو كريه وكاذب.إعلام السيسي من صحف وفضائيات لا تجد غضاضة من بث الأكاذيب ونشرها وقلب الحقائق، في محاولة يائسة لشرعنة الانقلاب الغاصب للطغمة العسكرية الفاسدة التي اغتصبت السلطة وأطاحت بالرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، واعتدت على الإرادة الشعبية المتمثلة بنتائج صناديق الاقتراع.هذا الإعلام المأفون يمارس السحر الأسود الفاسد، ويزاول مهنة الكذب باحترافية قل نظيرها، لأنه لا يتقن غيرها أصلا، وعلى رأس هذه الأكاذيب محاولة إلصاق ما يقوم به نظام السيسي الانقلابي من جرائم دامية بالآخرين، وربما قطر والجزيرة هما أكثر الجهات التي يحاول الإعلام الانقلابي الإساءة إليهما باستمرار.هذا المستوى الواطي للإعلام والصحافة في عهد السيسي ليس غريبا أو مستغربا، ولا غرو في ذلك، فهو إعلام "الرز"، ولطالما كان أداة بيد النخب الفاسدة والدكتاتورية والدولة العميقة وأخيرا أداة بيد الانقلاب الأسود المشؤوم.وقد أسهم إعلامي السيسي بقتل الشعب المصري وتبرير الاعتداء عليه وارتكاب مجازر يندى لها جبين الإنسانية بحق. في مصر التي توصف بأنها أخطر مكان لممارسة العمل الصحفي في العالم، إلى جانب سوريا وليبيا والعراق، يغرق الإعلام في الفساد، بعد أن لجأ النظام الانقلابي إلى إغلاق كل الصحف والفضائيات المعارضة، والمستقلة، ولم يبق في الساحة إلا أتباع السلطة الذين تحولوا إلى طفيليات تعيش على جسد النظام الانقلابي الفاسد الدموي.في مصر السيسي، ارتكبت أكبر مجزرة في العصر الحديث في يوم واحد، وهي مجزرة رابعة، كما قالت المنظمات الدولية، وفيها اعتقل 41 ألف بريء، وفيها اغتصبت الفتيات وسجنت القاصرات وانتشر فيها الاختفاء القسري والخطف، وفيها يتم اغتيال قادة المعارضة وتصفيتهم بدم بارد، وفيها دمر السيسي ونظامه مدينة رفح ومدينة الشيخ زويد في سيناء وشرد سكانهما، وفي عهد السيسي وانقلابه وجنرالاته تعيش مصر أحلك عصورها وأشدها سوادا وقتامة وأكثرها دموية، كما تقول المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، ومع هذا لا يرى إعلام السيسي الأعمى والأحول شيئا من هذا، ولا يجد إلا مهاجمة قطر التي وقفت إلى جانب الشعب المصري، ونصرت المظلومين وقدمت المساعدة والمال لأبناء الأمة، وحاولت الإصلاح وسعت للوساطة في مصر وفلسطين ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن من أجل حقن الدماء، ووقفت إلى جانب الشعوب العربية التواقة إلى الحرية والعدالة والكرامة، بينما لا يعرف نظام السيسي سوى التخريب في ليبيا وفلسطين وسوريا والعراق وغيرها.لا يستحق إعلام السيسي الرد، لأنه إعلام كريه هابط تفوح منه روائح البالوعات، ولا يتقن إلا الردح على طريقة العوالم، وهو إعلام يفتقر للمهنية والحرفة، يديره عباس كامل من مكتبه من خلال "الواد ده.. والبت دي"، ومع ذلك لابد من إلقامه حجرا حتى ولو أصبح الحجر مثقالا بدينار، كما قالت العرب.