16 سبتمبر 2025

تسجيل

أمثلة على كرم الصحابة (1)

14 يوليو 2015

لقد قيل إن شرف الصُحبة من الصاحب، فإذا كان الصاحب هو سيد ولد آدم، وخاتم وإمام الأنبياء والمرسلين، فماذا يقال في صَحْبه، إلا أنهم هداةٌ مهديّون، وغُرٌّ طيبون، طهّرهم الله واصطفاهم على العالمين، لصحبة نبيه الصادق الأمين، فكانوا تلاميذَ في المدرسة المحمدية نُجباء، وصاروا نجوماً مطالعها في الأرض لا في السماء، شعت بالنور والهداية على ساكن الغَبراء.قال فيهم المولى تبارك وتعالى:(كنتم خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس)، ففي هذه الآية، تزكيةٌ من الله لهم، وهي باتفاق المفسرين واردةٌ في أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفيها دليل على أن هذه الأمة الإسلامية خير الأمم على الإطلاق، وأن هذه الخيرية مشتركة ما بين أول هذه الأمة وآخرها، إن حافظ خلفها، على ما حافظ عليه سلفها، من أسباب هذه الخيرية وأقاموا عليها، واتصفوا بها، التي بينها تعالى بقوله:(تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، وقدّم الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان في الآية، مع كونه أولى بالتقديم والذكر أولاً، فهو بمثابة الرأس من الجسد، ليبين للمسلمين أهمية وخطورة ومنزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليزدادوا عملا وتمسكاً بهما، وفي الحديث الشريف:(والذي نفسي بيده، لتأمُرُنّ بالمعروف ولتنْهَوُنّ عن المنكر، أو ليوشِكَنّ الله ُ أن يبعثُ عليكم عذاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)، والله كأنّ هذا الحديث يحكي واقع المسلمين اليوم.ومما جاء في السنة المشرّفة، عن فضل أصحاب رسول الله، قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين:(لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً، ما أدرك مدَّ أحدِهِم ولا نصيفهُ)، والمدُّ: مكيالٌ معيّن، ونصيفه: النصف.نأتي على ذكر جانبٍ واحد فقط، من أخلاقهم الكريمة، وصفاتهم الحميدة، التي استفادوها من نبينا الكريم، واتبعوا فيها سنته، واهتدوا بها بهديه، هو جانب الكرم والإنفاق في سبيل الله تعالى، وذلك من سيرة أربعة من أكابر الصحابة، لعلنا نقتفي أثرهم، ونحذو حذوهم، فهم بحق القدوة الصالحة والمثل الأعلى، لمن أراد الله والفردوس الأعلى.سنبتدئ أولاً بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذكر أمثلةٍ على نَداوة كفه، ونفقته لله، ليست على سبيل الحصر.