16 سبتمبر 2025

تسجيل

انقلاب 14 تموز الأسود.. بوابة الجحيم العراقي؟

14 يوليو 2014

بعد مرور 56 عاما على ذلك الانقلاب العسكري الفاشي الدموي في العراق فجر يوم الغدر العراقي الكبير في 14 تموز 1958 وحينما تمكن أوباش العراق من الفتك بالعائلة الهاشمية العراقية المالكة، إلى أين آلت أوضاع العراق؟ وهل تحقق مراد الانقلابيين المعلن في وطن حر وشعب سعيد!!، وهل تمكن العراق فعلا من اجتياز حواجز التخلف وبناء ذلك الوطن الموعود الذي تتحقق فيه التنمية والتطور في ظل وجود ثروات كبيرة لم تتم الاستفادة منها إلا في الخراب والتدمير والنهب والسرقة، في ذلك الصباح الساخن الأغبر خرج ثلة من البائسين من العسكر وقد ارتدوا لباس الغدر ونكثوا بالقسم وأدخلوا العراق في أنفاق الموت والدمار والتشتت تحت صهيل شعارات خادعة من العزة والكرامة والوحدة العربية!، فيعد فحيح بيان الانقلاب الأول وكان بصوت العقيد (عبدالسلام عارف) في تقليد فج لانقلاب 23 يوليو في مصر عام 1952 والذي كان بصوت أنور السادات!، خرجت جموع كبيرة من الرعاع لتمارس هوايتها في (الفرهود) والنهب والهمجية لتصب جام غضبها على قصر الرحاب الملكي الصغير والمتواضع لتمارس أفظع فعل شهده تاريخ العراق الحديث وهو سحل جثث أفراد العائلة الهاشمية المالكية والتمثيل بها في منظر بشع لا يقره أي عرف ولا دين ولا عقيدة، كما خرج بعض الجبناء وناكري الجميل من الضباط ليطلقوا رصاص رشاشاتهم على أفراد أسرة ملكية بريئة كل ذنبها أنها أحبت العراق وقادته نحو بر الأمان في أصعب ظروف دولية وعززت من مكانته الاعتبارية وأعادت له شخصيته العربية الحرة المستقلة بعد عقود طويلة من الاحتلال الأجنبي والتخلف والضياع امتدت من سقوط بغداد بيد المغول وإنهاء الخلافة العباسية في عام 1258 وتواصلت حتى قيام المملكة الهاشمية العراقية وتتويج الملك فيصل الأول بن الحسين كملك على العراق في 23 /8/1921 وبداية انطلاق الدولة العراقية الحديثة من العدم وحيث تواصلت دروب النجاح، فكان العراق أول دولة عربية نالت استقلالها عام 1932، واستطاع النظام الملكي برغم قلة ذات اليد وصعوبة الأوضاع الديموغرافية العراقية من قيادة البلد وتطوير أدائه ثم الشروع في إنجاز خطط التنمية وتجاوز مراحل التخلف الطويلة وتكوين عراق قوي بجيش فاعل وقدرات علمية وثقافية كانت تتطور مع الأيام ضمن ديمقراطية لم تكن مثالية بطبيعة الحال ولكنها كانت نموذجا متقدما ورائعا فيما لو قورنت بالأوضاع التي كان يعيشها العالم العربي وقتذاك، لقد شهد العراق تحت الحكم الملكي نهضة علمية وأدبية وسياسية واجتماعية وخرجت منه قوافل الأدباء والشعراء والعلماء والمدارس العلمية والفكرية وبوشر بموضوع تحرر المرأة والانفتاح على العالم، بل وتحول العراق الضعيف وقتذاك ليكون مركزا لأهم الأحلاف والتجمعات الدولية ومنها حلف بغداد الذي استطاع احتواء أخطار إيران وتركيا وجعل العراق قطبا دوليا متميزا، لقد مورست ضد النظام الملكي العراقي حروب إعلامية وتسقيطية لعب فيها التيار الشيوعي العميل للاتحاد السوفيتي وقتذاك دورا مركزيا وحيث كانت الشيوعية في العراق لها موقع الصدارة في الأذهان الشبابية وقتذاك بسبب انتحالها لشعارات الحرية والتحرر ولأسباب اجتماعية ونفسية عديدة لاقت هوى لدى عدد من الشباب العراقي المتحمس وبما شكل ظاهرة اجتماعية وفكرية تكررت كثيرا وبمأساوية في المجتمع العراقي خلال الحقب التاريخية الماضية، فبعد خفوت بريق الفكر الشيوعي المتطرف برز الفكر القومي والبعثي المتطرف، ثم آلت سفينة الأفكار العراقية المتطرفة صوب الفكر الطائفي الخرافي المتطور الذي ساد العراق قبل وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، في 14 يوليو 1958 بلغ الغدر قمته حينما تم الإجهاز على العائلة المالكة دون رحمة ولا ضمير ولا أدنى شعور بالمسؤولية، وتكررت مأساة (الطف) بشكل مروع ضد أحفاد الإمام الحسين وعلى يد من؟ على يد أولئك الرافعين لشعار المظلومية!