30 أكتوبر 2025

تسجيل

في رحاب رمضان 1

14 يوليو 2013

لشهر رمضان الكريم روحانية وجلال ومهابة، بل بهجة وشوق يتجدد عاما بعد عام، لأن من أهم العبادات التي تكسب المؤمن تقوى الله الصيام، وبخاصة صيام شهر رمضان، كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" والحقيقة أننا لا نمل من البحث عما يجب أن نفعله ولا نفعله في هذا الشهر الكريم المبارك حيث إن الصيام ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب لأن الله تعالى شرّع الصيام ليثمر في الصائم هذا الأصل، وهو تقواه، وأن الذي لا يثمر في صومه التقوى يعتبر عاطلا عن حقيقة الصيام، ولو ترك طعامه وشرابه كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"  لذا فهي دعوة من كتب الفقه والسيرة في برنامج رمضاني بعيدا عن المسلسلات والجلوس في المقاهي والكافيهات والخيم الرمضانية التي باتت تكثر في مجتمعنا العربي الشرقي. حيث يجب على المسلم أن يغتنم هذا الشهر الفضيل بعدة أمور منها: ـ أولا: الجلوس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس لذكر الله ثم صلاة الضحى عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: "من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة".. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم: "تامة تامة تامة". رواه الترمذي ثانياً: الذكر حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: "ذكر الله". ثالثاً: الصدقة حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم: "إن صدقة السر تطفيء غضب الرب تبارك وتعالى" وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أجود بالخير من الريح المرسلة. رابعاً: عمرة رمضان فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "عمرة في رمضان كحجة معي". خامساً: السحور وقد اجتمعت الأمة على استحبابه، فعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ قال: "تسحروا فإن السحور بركة" رواة البخاري ومسلم.  سادساً: تعجيل الفطر فيستحب للصائم أن يُعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس، فعن سهل بن سعد رضى الله عنه، أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" رواة البخاري ومسلم. وينبغي أن يكون الفطر رُطبات وتراً فإن لم يجد فعلى الماء، فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يُفطر على رطبات قبل أن يُصلى، فإن لم يكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء." رواه أبو داود والحاكم وصححه الترمزي وحسنه. سابعاً: الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام، فقد روى ابن ماجة عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما، أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: "إن للصائم عند فطره دعوة ما تُرد". ثامناً: السواك فيستحب للصائم أن يتسوك أثناء الصوم ولا فرق بين أول النهار وآخرة، وقال الترمزي: "ولم ير الشافعي بالسواك، أول النهار وآخرة بأساً" وكان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يتسوك وهو صائم. تاسعاً: الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضى الله عنها أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم "كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهلة، وشد المئزر". وأخيرا: قبل كل ذلك وبعد كل ذلك صفاء القلب من كل حقد وضغينة وطاعة الوالدين وترك المعاصي ومحبة الناس والخير لهم جميعا، والجود بما في أيديكم للفقراء والمساكين حتى لو كان قليل، وإخراج الزكاة والإكثار من الصدقات، نسأل الله لكم ولنا الهداية، ودعاء من القلب نسأل الله عتق رقابنا من النار. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل