15 سبتمبر 2025

تسجيل

الزكاة الزكاة أيها المسلمون(2)

14 يوليو 2013

لقد عظم الله شأن الزكاة وأهميتها في كتابه العزيز، عندما قرنها بعمود الإسلام، الصلاة، ثمانٍ وعشرين مرة، فهي قرينة وشقيقة الصلاة، وأقول بأنهما ( توأمان سياميان) – نسبة إلى سيام  تايلاند حالياً، أول دولة ولد فيها توأمان ملتصقان– لا يفصلهما عن بعضهما، ويفرق بينهما، إلا ظالم لنفسه، جاحد لدين ربه. لخليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام، أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، مقولة مازالت ترن في أذن التاريخ، قالها رداً على بعض القبائل التي قالت: نصلي ولا نزكي، ألا وهي (والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة ...)، ولما أشار عليه الفاروق أن يرفق بهم، ويتألف قلوبهم، رد عليه أبوبكر معنفاً إياه:(أجبار في الجاهلية ، خوار في الإسلام يا عمر؟ ...) لإدراكه رضي الله عنه، مدى فداحة منع الزكاة، يا ليت بعض المسلمين يعقلون قوله هذا، ويتعظون به، ممن يتعبدون الله بمختلف العبادات والطاعات، من صلاة وصيام وحج وعمرة ...إلخ ، إلا هذه العبادة المالية، فعندما يسمعون مناديا ينادي للزكاة، تراهم ينكصون على أعقابهم  ويرجعون القهقري، خوفاً وضناً بأموالهم من الإنفاق، فما أحراهم بأن نخاطبهم بقول أمير الشعراء أحمد شوقي : أكلٌّ في كتاب الله إلا    زكاة المال ليست فيه بابا وله أيضاً رحمه الله بيتان، من أجمل ما قال وأصدقه شعوراً، نرجو من الله أن تكون لسان حال كل مسلم، هما إنـي ولا منُّ عليـك بطاعـة   أجلّ وأغلى في الفروض زكاتي أبالغ فيها وهي عدل ورحمة   ويتركها النسـاكُ في الخلواتِ إن لي عتباً على الدعاة والخطباء، لكونهم لا يولون الزكاة جانباً كبيراً من الاهتمام، على قدر حقها، وذلك في دروسهم وخطبهم، ليعلموا الناس كل ما يتعلق بفقه الزكاة، بينما ينشغلون بتناول أمور ومسائل في الدين، حكمها دون حكم الزكاة فريضةً ووجوباَ، وثمة أمر هام ينبغي الإلتفات إليه، وهو أن الزكاة يجب إعطاؤها للفقير، ابتداءً، قبل جعله يعرض نفسه لذل المسألة لها، وإلا ضاعت الحكمة من فرض الزكاة بأن يصان ماء وجهه، وتطييب نفسه، وإزالة ما عساه قد دخل صدره من غل على المجتمع . والله لو أخرج كل مسلم الزكاة المستحقة عليه، لانقلبت إحصاءات الفقر في العالم الإسلامي رأسا على عقب، ولأشارت إلى انخفاض معدل الفقر إلى الصفر، ولا سمعنا بما يسمى خط الفقر  ومن هم تحته، مع فائض في الأموال يمكن استثماره في مشاريع التنمية، قال فيلسوف الشعراء  أبي العلاء المعري : يا قوت ما أنت ياقوت ولا ذهبٌ    فكيف تعجز أقواما مساكينا وأحسب الناس لو أعطوْا زكاتهمُ   لما رأيت بني الإعدام شاكينا فالله الله في الزكاة أيها المسلمون، والعتبى العتبى قبل سوء العقبى، والتوبة التوبة قبل مغبة الحوبة.