11 سبتمبر 2025
تسجيليا معشر المربين استووا اعتدلوا رصوا الصفوف فو الله إن المسؤولية أصبحت على عاتقكم أكبر في هذا الزمن. كان في السابق لا يتصدر المجتمع بالتعبير عن رأي الغالبية منهم إلا قدواتهم من العلماء، والأدباء ونخبة المثقفين من الأكاديميين، والإعلاميين عبر الوسائل الإعلامية المتاحة في ذلك الزمن وهي الصحف الورقية، والقنوات التلفزيونية فنعكس ذلك انعكاساً إيجابياً على المجتمع بالتمسك بالدين، والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم فأصبح له هويته الخاصة التي تميزه عن غيره من المجتمعات وهي أصل قوة أي مجتمع فحينها يصعب اختراقه. أما في هذا الزمن الذي أصبحت وزارة الإعلام في شتى وسائلها المرئية، والسمعية، والمكتوبة بين يدي الجميع من علماء المجتمع، وعامتهم، وحتى جاهلهم فباستطاعة أي شخص أن يعبر عن رأيه بوسيلته التي يملكها مهما كان رأيه فهو حر فيه ما لم يخالف الشرع أو قوانين الدولة. رضي الله عن عمر بن الخطاب حينما قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟. ومن الحرية التعبير فهي: حرية بناء لا هدم، وهي التي جاء بها الإسلام، ولكن هنالك مع الأسف من أساء فهم الحرية فلا تكاد ترى في آرائه إلا الطعن في ثوابت الدين، وفي خاصرة الوطن فهي آراء هدم في هدم، وهذا هو جاهلهم الذي أتيحت له منصة يعبر من خلالها عما يريد كيف شاء، ومتى شاء، وللأسف الشديد تجد من يتأثر بهم وينشر آراءهم ويربي أبناءه على ذلك. لم يخلق الله عقلك ليفكر عنك الآخرون، ولست ملزماً أن توافقهم الرأي فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: أَلَا لا يقلِّدنَّ أحدكم دينه رجلًا، إن آمن: آمن، وإن كفر: كفر ؛ وإن كنتم لا بدَّ مقتدين، فاقتدوا بالميِّت؛ فإنَّ الحيَّ لا يُؤمن عليه الفتنة. إن من يستبصر بالجيل القادم يجد أن الجهل فيهم بدأ ينتشر، وأنهم يفتقدون القدوات حتى أصبح فيه فجوة علمية، وأخلاقية بين جيلين قريبين فتنصدم منها سواءً الجهل بالدين أو الأخلاق أو حتى الاهتمامات الأخرى، ولعل من أسباب حدوث مثل هذه المشكلة تقبل مثل هذه الآراء السلبية. فيا معشر المربين لا يوجد الآن وظيفة تحتاجها الأمة مثل هذه في ظل انتشار أفكار هؤلاء الجهلة لأنه لم تعد التربية محصورة على الأب في منزله، والمعلم في مدرسته بل أصبحت هذه الأفكار لها تأثيرها على النشء الصاعد.