16 سبتمبر 2025
تسجيلمع الانفراج الواضح لجائحة Covid-19 عن حياتنا، من الممتع أن نستذكر بابتسامة ما غمرتنا به وسائل الإعلام من المعلومات الكثيرة المتعلقة بالفيروس، كلنا نتفق على أنه في عام 2020، توسعت مصادر المعلومات من غرف الأخبار التقليدية وجداول البيانات إلى التطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن للأسف لم تخضع بعض مصادر المعلومات للتأكد الدقيق من الحقائق، مما يسهل نشر "الأخبار المزيفة"، وتفاقمت المشكلة من قاعدة المعارف ومحركات البحث السريعة المتعلقة. في دول الخليج والدول العربية، هناك وفرة من الرسائل التي تحتوي على معلومات غير صحيحة حول Covid-19 تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الواتساب، يتم عرض المعلومات الخاطئة على أنها معلومات شبه صحيحة بغير قصد أو بتعمد، في حين أن بعضها يرتقي إلى مستوى التضليل؛ وهي معلومات خاطئة يتم نشرها بقصد الخداع، إن الدافع وراء إنشاء هذه الرسائل غير واضح، ولكنه قد يتعلق بسلوك البحث عن الاهتمام أو استعراض المفهومية. تتميز الرسائل غير الصحيحة بثلاث ميزات مشتركة. • ادعاء بأن المصدر يحتوي على معلومات داخلية مثل "شاب من ووهان" أو "خبير تايواني" أو "دكتور أمريكي". ومع ذلك، لم يتم تقديم أي إشارة أخرى لدعم المصدر المزعوم. • الطبيعة الغامضة مثل "قال الأطباء" دون تقديم تفاصيل محددة مثل الأسماء أو المواقف أو الانتماءات، فالنغمة هنا مثيرة للقلق، مما يشير إلى أنه إذا تم تجاهل الإجراء المقترح، فستحدث عواقب وخيمة. • الغرض من التأثير العاطفي هو إثارة الذعر والخوف في نفس القارئ، وهذا يزيد من احتمالية مشاركة الرسالة مع العائلة والأصدقاء المقربين. وفي زمن كورونا تمحورت المعلومات الخاطئة حول أربعة مواضيع رئيسية: الطعام والمشروبات مثل "العلاج"، وممارسات النظافة، والأدوية، واستجابات الصف الأمامي. هذه بعض الرسائل المضحكة: يقترح "الأطباء اليابانيون" شرب الماء الساخن كل 15 دقيقة، لأن الحرارة "ستقتل الفيروس وتدفعه إلى المعدة". فضلا عن زيادة المطالبة بأكل الثوم وفيتامين C والزنك كعلاج لـ Covid-19 بسبب النشاط المضاد للميكروبات، ولم يقدموا أي دليل على أنهم حموا أو عالجوا الأشخاص من فيروس كورونا بهذه الاقتراحات. وصلتني رسالة مضحكة على WhatsApp مفادها أن مستشفى في الصين يقول إن الفيروس ينتشر بشكل أساسي عبر مضخات البنزين، واقترح أحد الفيديوهات توجيه مجفف شعر عند درجة حرارة قصوى إلى أعلى عبر مجاري الأنف لقتل الفيروس، لم أستطع أن أخفف الضحك. انتشرت رسالة WhatsApp أخرى زائفة تفيد بأن "أربعة أشخاص أصحاء أصبحوا في حالة خطيرة مع فيروس كورونا بعد تناول الإيبوبروفين (علاج الآلام والحرارة)، وذكر حساب على Facebook أن القدرة على حبس الأنفاس لمدة عشر ثوان يعني أن الشخص لا يمكن أن يكون مصابا بفيروس كورونا، لا أعلم ما علاقة هذا بهذا، والأدهى والأمر أنه تم ترويج إشاعة "الحكومة تنصح بتخزين المواد الغذائية والحيوية" بسبب الحجر الجزئي أو الكلي.. يا للهول!!!. إن المعلومات الكاذبة في مثل هذه الرسائل هي أداة تدمير وتفتقر إلى الأدلة التي تعززها. لقد واجهت منظمة الصحة العالمية آلاف من الشائعات والأخبار المزيفة من خلال تقديمها خدمة WhatsApp (+41798931892) لعامة الناس للحصول على مستجدات الأحداث المتعلقة بكورونا. وبالنسبة لي شخصيا، اضطررت أن انسحب من أغلب مجموعات التواصل الاجتماعي في هاتفي النقال بغية الهروب من تلك الضغوطات التي تسببها المساهمات السطحية والأخبار الملفقة والتي مصدرها إشاعات وكالة "يقولون" بصراحة ارتحت كثيرا وأنصح بمثل هذا القرار، وما أعتقد أن في عصرنا هذا الذي يتميز بالانفتاح المعرفي ما زال هناك من يصر على أن يصمم الإشاعة ويراقبها وينشرها ويتفاعل معها، فالناس أضحت أكثر نضجاً وأعمق تفكيراً. آخر المطاف: همسة في أذن ناشري الإشاعات أقول: "استريح بس استريح". جامعة قطر [email protected]