27 أكتوبر 2025

تسجيل

عام بعد حصار قطر.. الإنجازات والتداعيات (1-2)

14 يونيو 2018

قطر تتصدى لحملة أكاذيب أهدرت فيها دول الحصار المليارات ارتدادات عكسية للأزمة تضرب النظام المالي لدول الحصار  التحركات القطرية أدت لاتساع رقعة المعارضة للحصار في الداخل والخارج  دول الحصار تواصل سياسة التحريض وإذكاء الكراهية ضد قطر  منصات إلكترونية لتشويه قطر تضم جيوشاً ممن باعوا أنفسهم للمال والنفاق السياسي نشر موقع مقديشو أون لاين مقالا لسعادة السفير حسن بن حمزة سفير دولة قطر لدى الصومال تحت عنوان عام بعد حصار قطر.. الانجازات والتداعيات. فيما يلي الجزء الأول من المقال:  بعد مضي عام على الأزمة الخليجية التي افتعلتها دول الحصار عامداً متعمداً في الخامس من يونيو2017 م، واختراقها موقع وكالة الأنباء القطرية، وبث تصريحات مفبركة منسوبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أمير البلاد وقطع هذه الدول العلاقات مع الدوحة بدعوى دعمها للإرهاب؛ تلاحقت المواقف والتطورات بشأن الأزمة، ففي غضون الحصار سجلت دولة قطر إنجازات عديدة في هذه الأزمة وهي تتصدى لهذا الحصار الجائر وحملة افتراءات وأكاذيب أفرزت بدورها نتائج جعلت مسيرة هذه الأزمة ونتائجها أكثر وضوحاً للعالم، ولا تزال نهايتها تتكشف شيئاً فشيئاً بعد أن ظهرت حقائق ومعلومات تؤكد أن دول الحصار على وشك الانهيار الاقتصادي والمالي ومعاناة أكثر من العزلة الدولية، يقدر البعض منذ البداية أن عمر هذه الأزمة لن يطول أكثر من (18) شهراً، وحتى الآن فإن نتائجها وتطوراتها تؤكد أن هذا التخمين دقيق للغاية، بعد أن بدأت ارتداداتها العكسية تضرب أولاً بالنظام المالي لدول الحصار وتزيد من عزلتها وباتت علامات الاستياء الدولي تتزايد من سلوكيات دول الحصار. بعد نحو عام من عمر الأزمة، خسرت دول الحصار مليارات الدولارات وفقدان التبادل التجاري مع دولة قطر، وانخفاض مصدر الدخل القومي، إضافة إلى هروب رؤوس الأموال والاستثمارات، كما أهدرت دول الحصار المليارات لدعم مواقفها ومحاولة شراء مواقف بعض الدول الأوروبية والعربية والإفريقية، وغيرها من الاستنزافات التي غامرت بها دول الحصار بسبب مكابرتها وعنادها الذي يمر عبر طرق وأنفاق عدة ما بين سرية وعلانية.  إن الرأي العام العربي والعالمي قد تغير كثيراً تجاه الأزمة الخليجية، وبات مدركاً لحجم التخريب والخسائر التي منيت بها شعوب المنطقة بفعل سياسات دول الحصار، فمعظم الشعوب العربية وحتى العالمية تطالب حالياً بالخلاص من الأزمة الخليجية بأي طريقة، لأن استمرار دول الحصار يعني مزيداً من تدهور الأوضاع وعدم الاستقرار في المنطقة، وعائقا أمام عملية مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادره، وتبنت الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية حملة إعلامية توعوية كشفت خلالها بالأدلة والوثائق مخاطر سياسات دول الحصار على أمن المنطقة، أضف إلى ذلك زيادة اتساع رقعة المعارضة لدول الحصار في الداخل والخارج.  لقد كان للتحرك السريع لدولة قطر بكافة مؤسساتها، الجانب الإيجابي الأبرز لتلك الأزمة. فهذا التحرك الدقيق والمدروس بعناية، حول الأزمة التي أرادوها محنة لقطر، حيث تواصلت الإنجازات القطرية، رغم أنف الحصار والمحاصرين، بوتيرة أسرع مما كانت، وتتابعت الخطوات، لتوفير الاحتياجات، وتواصل الانفتاح القطري على العالم. ونجحت الدوحة ليس فقط في كسر الحصار الجائر، وإنما تحويله إلى قوة دافعة لتحقيق مزيد من النجاحات، كما استنفرت مؤسسات الدولة كل قواها وبدأت العمل الفوري بجدية وتفان. إن الثقة العظيمة التي نالتها دولة قطر من المجتمع الدولي، تكبر يوماً بعد آخر، لتثبت علو كعبها في احترام الأعراف والمواثيق الدولية، والسير بخطى ثابتة وفق موجهات القانون الدولي، وهي القضية التي أحبطت كل خطط المتآمرين على قطر، ووضعتهم أمام مواجهة مع العالم، وكشفت دسائسهم وخططهم للزج باسم الدوحة في ادعاءات زائفة وباطلة. آخرها مزاعم هيئة الطيران المدني بدولة الإمارات باعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية إماراتية خلال توجهها إلى العاصمة البحرينية المنامة، فهذه التصرفات والمزاعم ليست غريبة على دول الحصار، الشيء الذي يثبت أنها دول تكذب وتتحرى الكذب في الافتراء على دولة قطر زيفاً وبهتاناً، وتكشف للعالم مدى صدقية الدوحة التي ظلت دوماً تحترم المواثيق الدولية، بذات قدر كشفها لأساليب دول الحصار الملتوية وأكاذيبها، بثبات راسخ مع الحقيقة وأدواتها دحضاً لمزاعمها.  ومع كثافة تحري دول الحصار للكذب، استبان للعالم أجمع مدى الصدقية التي تتمتع بها دولة قطر في كل مواقفها، وعلى النقيض منها تماماً، تقبع دول الحصار في مستنقع الكذب والأباطيل إلا أن دول الحصار واصلت سلسلة الأكاذيب المفضوحة، فلا زالت دول الحصار تواصل سياسة التحريض وبث العداء في نفوس أهل المنطقة وإذكاء الكراهية، وتوظيف منصات إلكترونية لترويج أكاذيب عن دولة قطر تضم جيوشاً ممن باعوا أنفسهم للمال والنفاق السياسي، وعكفت على النيل من شخصيات قطرية عديدة. كما دأبت على توجيه تهم وادعاءات مغرضة واختلاق وقائع بحق قطريين ومقيمين على الاراضي القطرية، كما دأبت على إلحاق الاتهامات السياسية والأكاذيب لمواطني الدولة بأنهم متورطون في جرائم. وعندما طرحت تلك الدول (13) مطلباً رفضتها الدوحة جميعاً ودعت إلى حوار دون إملاءات، ودون تدخل في سيادتها وفي حرية الرأي والتعبير على أراضيها. فمطلب دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة ومزاعم تمويل الإرهاب كشف النوايا المبيتة لقمع حرية الإعلام. إن توقيع دولة قطر على مذكرة تفاهم مع واشنطن لمكافحة تمويل الإرهاب، وضع دول الحصار أمام عاصفة من التنديد الإعلامي الغربي، لا سيما مع فتح ملفات انتهاكات حقوق الإنسان ودعم الإرهاب في تلك الدول. إنجازات عام الحصار لقد أبهرت دولة قطر العالم بالإجراءات التي اتخذتها في مواجهة الحصار، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والرياضية في جهود متسارعة لتعزيز أمن واقتصاد البلاد. وحين نستعرض إنجازات الدولة داخلياً وخارجياً خلال عام الحصار، فإننا ندرك أن قطر ماضية في مسيرتها بعزم وتصميم نحو أهدافها المرسومة وغاياتها النبيلة على كل المستويات وفي جميع القطاعات داخلياً وخارجياً، وفاءً لعهودها ومبادئها وقيمها، وأنها ستمضي على هذا الدرب لتظل قطر كعبة المضيوم مشرعة الأبواب لكل ما هو خير ونافع ومفيد إقليمياً وعربياً ودولياً. فقد حققت دولة قطر خلال العام الجاري أرقاماً قياسية في مجال الإنجازات ومشروعات التنمية والبناء والنهضة التي تتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030. كان لكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- أمير البلاد المفدى حفظه الله من على منبر الأمم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين في منتصف سبتمبر الماضي، تلخيصاً لدور قطر المحوري والحيوي في مكافحة آفة الإرهاب وإحلال السلم والأمن الدوليين. ولأن سجل دولة قطر في مكافحة الإرهاب معروف وموثق، وانضمامها إلى المعاهدات الدولية والإقليمية في هذا الشأن وعلى رأسها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب لسنة 1999، والمساهمة في كل جهد دولي وإقليمي في هذا السبيل. فقد طرح أمير البلاد في كلمته مبادرة هامة وهي ضرورة فرض الحوار والتفاوض قاعدة في حل الخلافات من خلال إبرام ميثاق دولي بشأن تسوية المنازعات بين الدول بالطرق السلمية. تعزيز مكانة قطر خلاصة القول أن السياسة القطرية نجحت نجاحاً كبيراً، وكان للجولات الخارجية التي قام بها أمير البلاد في أفريقيا وأوروبا وآسيا، الأثر البالغ في تعزيز مكانة دولة قطر على الصعيدين الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى تدعيم أواصر الصداقة مع كافة دول العالم. لقد نجحت الدبلوماسية القطرية منذ بدء الأزمة، في تحقيق كثير من النجاحات التي أظهرت مدى ضعف خطوات ومنطق دول الحصار ووضعتها تحت ضغط دبلوماسي عالمي في ظل حالة من التخبط، مقابل دبلوماسية راسخة استطاعت قطر أن تقدمها من خلال نشاطات سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني- نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في العام الأول للأزمة الخليجية والتي شكلت رأس الرمح في إيصال رؤية دولة قطر للعالم وبلغة دبلوماسية هادئة وجولات مكوكية، شملت زيارة (52) عاصمة من عواصم صناعة القرار الإقليمي والعالمي، وعقد( 216) اجتماعا مع رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وبرلمانيين وسفراء ومسؤولين بالمنظمات الدولية، وإجراء (43) اتصالاً هاتفياً مع وزراء خارجية ومسؤولين من عدة دول ومنظمات، و(37) مقابلة مع كبريات الصحف والقنوات التلفزيونية العالمية ما اظهر خطاب دولة قطر الإعلامي المتوازن، بالإضافة إلى عقد (17) مؤتمراً صحفياً بالدوحة وعدة عواصم، و(13) ندوة ومحاضرة بجامعات ومعاهد مرموقة داخل دولة قطر وخارجها، وعقد(4) مؤتمرات دولية، كما ارتكزت الرؤية الدبلوماسية لدولة قطر على حل الأزمة عبر الحوار تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، ودعم الوساطة الكريمة لسمو أمير دولة الكويت الشقيقة والجهود الدولية المساندة لها، ورفض الوصاية ومس سيادة دولة قطر، وضرورة أن تكون مطالب دول الحصار واقعية وقابلة للتنفيذ، وضرورة تجنيب الشعوب للخلافات السياسية. نجحت الدوحة في سحب البساط من تحت أقدام دول الحصار، ما دفع الأخيرة بعد شهرين من التصعيد والوعيد للتحول إلى الدفاع والتبرير، خصوصاً بعد أن اتضح أن الأزمة بنيت على دوافع ملفقة. حيث حافظت الدبلوماسية القطرية في خطابها على الهدوء والترفع عن الصغائر واعتمدت على المحاجة القوية المبنية على الوقائع للرد على الادعاءات، بينما كانت دول الحصار تمارس سياسة الضغط أملاً في تحقيق الانفجار فأخرجت أوراق قوتها جميعاً. استوعبت الدوحة الصدمة وأوجدت بدائل حالت دون إحداث خلل في حياة المواطنين. كما حظي الموقف القطري بدعم واضح من أنقرة وباريس وبرلين، وأفلحت الدبلوماسية القطرية في تحييد مواقف دول كبرى مثل روسيا والصين وبريطانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي، كما أبقت دولاً إفريقية على الحياد. وبالنتيجة، أجمع المجتمع الدولي على أنه لا سبيل غير الحوار للخروج من الأزمة، وهو ما دفع دول الحصار لإرسال مسؤوليها إلى العواصم الكبرى للتشويش على حراك قطر الدبلوماسي، ولكن دون جدوى. لقد أثبتت دولة قطر أنها تملك سلكا دبلوماسيا ذا كفاءة عالية استطاع الخروج من الأزمة وقلبها لصالحه بكل هدوء ودون أي شيطنة إعلامية أو فجور في الخصومة. وفي إطار حرص دولة قطر على التطوير المستمر لجميع أفرع القوات المسلحة، فقد شهد عام الحصار توقيعا لعدد من اتفاقيات التعاون العسكري والشراكات مع معظم دول العالم المتقدمة في مجال تكنولوجيا الأسلحة والتدريب، ودعمت دولة قطر منظومتها الدفاعية بمختلف أوجه التعاون مع الكثير من الدول حول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا.