26 أكتوبر 2025

تسجيل

عام بعد حصار قطر.. الإنجازات والتداعيات (2-2)

15 يونيو 2018

مفوضية الأمم المتحدة وثقت انتهاكات دول الحصار لمواثيق حقوق الإنسان قطر أطلقت خدمات نقل بحري مباشر بمدد عبور تنافسية التحرك السريع لقطر أعطاها خطاً دفاعياً لمواجهة أي تبعات الأزمة نمو في أعداد السائحين و95 % نسبة الإشغال الفندقي في الدوحة خطوط جوية وملاحية جديدة لمواجهة الحصار مواطنون تعرضوا للاعتقال التعسفي ومصادرة ممتلكاتهم دول الحصار ضربت عرض الحائط بجميع المبادئ والمعايير القانونية والحقوقية والإنسانية نحن أمام دولة تستنهض روح الماضي لتستخلص منها ملامح المستقبل نشر موقع مقديشو أون لاين مقالا لسعادة السفير حسن بن حمزة سفير دولة قطر لدى الصومال تحت عنوان "عام بعد حصار قطر.. الانجازات والتداعيات" فيما يلي الجزء الثاني من المقال: أعدت ونفذت دولة قطر خططا طويلة الأمد بالتوازي مع الخطط العاجلة من أجل منع أي نقص في الأسواق القطرية، وإغراقها بمنتجات وطنية بجودة عالية خلال الحصار لم يعرف بوجودها المواطن القطري من قبل، فهذا التحرك السريع لتأمين المنتجات الغذائية بالتوازي مع الخطط طويلة الأمد أعطى لقطر خطاً دفاعياً يبقيها في منأى عن أية تبعات قد تؤدي لأزمة غذائية. دولة قطر قررت أن تولي وجهها شطر البحر، بعد أن قطع جيرانها أواصر العلاقات فجأة، وغلق المنافذ البرية وخطوط الملاحة الجوية. حيث أعلنت شركة (ملاحة) عن إطلاق خدمة نقل مباشر بين قطر وباكستان، يطلق عليها اسم (PQX) تعمل بين ميناء حمد وميناء كراتشي في باكستان، وتتميز تلك الخدمة بمدة عبور تنافسية تبلغ 4 أيام فقط مما يجعلها الأسرع من نوعها بين البلدين. كما شهدت دولة قطر في الخامس من سبتمبر الماضي حدثاً بالغ الاهمية على صعيد مشاريع البنية التحتية القطرية، حيث تم افتتاح ميناء حمد البحري الذي يعد أحد أهم وأكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، والذي تم إنجازه بمقاييس ومواصفات تجعله قادراً على استقبال أكبر السفن في العالم، ويطبق أعلى المعايير العالمية في إجراءات الأمن والسلامة، وعمدت أيضاً إلى تدشين خطوط ملاحية جديدة لنقل البضائع بشكل مباشر مع سلطنة عمان والهند وتركيا وإيران والعراق. فلقد أثبتت دولة قطر بعد مرور عام على الحصار، أنها تملك اقتصاداً قوياً جداً، أصبح يصنف من أقوى الاقتصادات من حيث مواجهة الأزمات. كما نجحت دولة قطر في فتح خطوط جوية جديدة لمواجهة الحصار الجوي ودشنت العديد من الاتفاقيات الخاصة بفتح خطوط ملاحية مع الكثير من المطارات العربية والدولية، الأمر الذي مكن الدوحة من إدارة الأزمة ومواجهة الحصار بكفاءة واقتدار، وحاز مطار حمد الدولي مطلع العام الجاري المرتبة السادسة كأفضل مطار في العالم خلال حفل جوائز سكاي تراكس العالمية 2017، ليصعد بذلك أربعة مراكز مقارنة مع نفس التصنيف للسنة الماضية، كما حاز خلال حفل أقيم على هامش “معرض مبنى المسافرين” في امستردام، على جائزتي “أحسن مطار في الشرق الأوسط” للعام الثالث على التوالي، و”أحسن خدمة موظفين في الشرق الأوسط” للعام الثاني على التوالي، وحصل على تصنيف خمس نجوم من قبل سكاي تراكس، ليصبح واحداً من بين خمسة مطارات في العالم فقط تتمتع بهذا التصنيف، كما فازت الخطوط الجوية القطرية هذاالعام بجائزة أفضل خطوط طيران في العالم للمرة الرابعة في تاريخها. التنمية المستدامة وفي ظل الحصار المضروب ومع بدايات العام الجاري، دشن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني — أمير البلاد المفدى”حفظه الله” مشروع مصفاة (لفان 2) التي تأتي في إطار تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030م للوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحقيق التنمية المستدامة وتأمين استمرار العيش الكريم جيلاً بعد جيل. العام الأول من الحصار شهد نمواً في أعداد السائحين الزائرين لدولة قطر مع توقعات بإرتفاع هذا العدد خلال الفترة المقبلة خاصة بعد الإعلان عن إعفاء مواطني (80) دولة من الحصول على تأشيرة دخول للبلاد. ورغم الحصار المفروض على دولة قطر إلا أن حركة السياحة لم تتوقف في قطر ليشهد عام الحصار تزايداً في أعداد السياح وهو ما تؤكده نسب إشغال الفنادق التي يتم تسجيلها، حيث بلغت نسبة الإشغال الفندقي (95 %). كما استحوذت دولة قطر على منتجع بسويسرا بقيمة مليار دولار. حيث تعمل الهيئة العامة للسياحة في قطر على العديد من المبادرات والحملات الترويجية والبحث عن أسواق جديدة لاستقطاب السياح وتنويع المنتج السياحي بما يضمن ازدهار قطاع السياحة في دولة قطر الذي لم يتضرر بالحصار، بل على العكس شهد نشاطاً ملحوظاً في ظل الأزمة الحالية. الجانب الرياضي واصلت دولة قطر السير في طريقها وفق خطط مرسومة دون الالتفات للآخرين للنهوض بالبلاد بدءاً من الفوز بحق تنظيم بطولة كأس العالم 2022م والعمل الدؤوب على استكمال البنى التحتية (مترو الدوحة) واستكمال كافة تجهيزات المونديال وبنسبة بلغت (90 %) في العام الحالي، وإضافة إلى الإعلان عن جاهزية أول استاد لاستضافة بطولة كأس العالم قبل خمسة أعوام من موعد الحدث والذي يقول عنه الخبراء بأنه سيبهر العالم بإمكانيات غير مسبوقة، ورعاية الخطوط الجوية القطرية للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، كما بعثت دولة قطر رسالة تحد جديدة للدول المحاصرة لها، وذلك حين واصلت توسيع آفاقها الدولية من جديد، حيث عزز مطار حمد الدولي رعايته البلاتينية لنادي بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم حتى عام 2023م. التداعيات الإنسانية التداعيات الإنسانية الناجمة عن الحصار دفعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ كافة الخطوات الممكنة على مستوى مجلس الأمن، والمحاكم الدولية ولجان التحكيم، والمنظمات الحقوقية لرفع الحصار عن المواطنين والمقيمين في دولة قطر وإنصاف الضحايا. بعد أن استقبلت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر (3970) شكوى منذ بدء الحصار، حيث وقع (504) انتهاكات للحق في التعليم، (1174) انتهاكاً للحق في الملكية، (629) انتهاكاً للحق في لم شمل الأسرة، (1261) انتهاكاً للحق في التنقل، (37) انتهاكاً للحق في الصحة، (163) انتهاكاً للحق في ممارسة الشعائر الدينية، (109) انتهاكات للحق في العمل، و(93) انتهاكاً للحق في الإقامة. كما وثقت البعثة الفنية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في يناير 2018م  من واقع مشاهدات حقيقية، انتهاك دول الحصار الأربع للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، كما أدانت البعثة في تقريرها التدابير التي اتخذتها دول الحصار ضد دولة قطر، وما نتج عنه من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وأن ما تعرضت له قطر ليس مجرد قطع علاقات دبلوماسية، وإنما انتهاكات ترقى إلى عقوبات جماعية بحق المواطنين والمقيمين في الدولة ومواطني دول مجلس التعاون. تداعيات الحصار طالت عددا من المواطنين القطريين، حيث واجه بعضهم، الاعتقال التعسفي والاحتجاز وحرمانهم من حريتهم، وتعريض أمنهم وسلامتهم للخطر، ممن تنقلوا من خلال المنافذ الحدودية البرية لمتابعة أملاكهم بدول الحصار، أو المنفذ البحري وحرموا من تحصيل أرزاقهم وأموالهم من بضائعهم التجارية، أو المنفذ الجوي ممن طردوا من أرض مكة المكرمة وهم يؤدون العمرة في رمضان الماضي، وحرموا من متابعة أملاكهم في مكة والمدينة وجدة والرياض، وكذلك في إمارات دبي والشارقة وعجمان والبحرين ومصر، وغيرهم الكثير. ووصل الأمر إلى تجريم مواطني دول الحصار لمجرد تعاطفهم مع دولة قطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل وإغلاق وحجب وسائل إعلام ممولة من دولة قطر، بما فيها القنوات الرياضية التي لا تبث بالتأكيد نشرات أو برامج ذات طبيعة سياسية. انتهاكات دول الحصار طالت المجال الإعلامي أيضاً، حيث سجلت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر، تعرض (103) إعلاميين من مواطني دول الحصار والذين كانوا يعملون في عدد من وسائل الإعلام المرئي الموجودة في دولة قطر، لأنواع مختلفة من الانتهاكات، من بينها الضغط عليهم بهدف إجبارهم على تقديم استقالاتهم، وبناء على هذا الضغط اضطر (10) إعلاميين منهم للرضوخ، وقدموا مجبرين استقالاتهم، بينما تمارس دول الحصار ضغوطاً على(93) إعلامياً لإجبارهم على ترك عملهم. عام كامل مر على الحصار الجائر وما صاحبه من إجراءات تعسفية ضد دولة قطر، هو أمر شكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، فضلاً عن عدم مراعاة أواصر الأخوة وروابط الدم والعلاقات التاريخية بين هذه الدول ودولة قطر، ضاربة عرض الحائط بجميع المبادئ والمعايير القانونية والحقوقية والإنسانية؛ ورغم كل هذا لم تتخذ السلطات بدولة قطر أي مواقف عقابية تجاه مواطني دول الحصار المقيمين فيها، ولم تلجأ إلى معاملة هذه الدول بالمثل. بعد عام من الحصار تواصل دولة قطر الدعوة للحوار مع دول الحصار في مفاوضات ذات إطار واضح ومجموعة مبادئ تضمن سيادتها وفق أسس ومعايير تحترم القانون الدولي، مع رفضها الوصايا عليها من أي دولة اخرى، والاتفاق على مبادئ رئيسية لأي حوار وتحصينها بآلية واضحة لحل النزاعات، فدعوة قطر للحوار سبيلاً لحل الأزمة الخليجية ليست شيكاً على بياض، ومتى ما قررت دول الحصار أنها تريد حل الأزمة ستكون دولة قطر على الطاولة في انتظارهم. أخيراً: لقد كشفت الأزمة الخليجية أن الشعب القطري في غاية النضج وأن محاولات ضرب النسيج الداخلي واختراقه لتغيير النظام باءت بالفشل، فإنجازات دولة قطر في العام الأول من الحصار داخلياً وخارجياً، تكشف أننا نقف أمام دولة تستنهض روح الماضي لتستخلص منها ملامح المستقبل.