13 سبتمبر 2025

تسجيل

البعض يسرقون ولا يشبعون

14 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لصوص آدم من الثمرة المحرمة.. فخرج من الجنة ومن يومها تمتد أيدي البعض إلى ما يملكه الآخرون والله لا يغفر لسارق خطيئته فأمر بقطع الأيدي.. ونحن أيضًا يجب ألا نغفر.عُرِفت السرقة في جميع العصور وهي قديمة قدم الإنسان.. وقد جاء ذكرها في الكتب المقدسة والقصص والأساطير.. في القرآن الكريم "قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ"، " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا"وفي قول الرسول "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" كما قال "صلى الله عليه وسلم" "أهلك الذين من قبلكم لأنهم كانوا إذا سرق الشريف منهم تركوه، وإذا سرق الضعيف منهم أقاموا عليه الحد".وهناك نوعان من السرقة:النوع الأول:السرقة التي تتم عن عمد ويخطط لها السارق، وقد يتسلح لها وهو مصمم على القيام بها، رغم علمه أنها اعتداء غير مشروع على حق الغير، وأنها ضد القانون.. ورغم ذلك فهو يسرق.أما النوع الثاني:فهو نوع مرضي يكون نتيجة لظرف عائلية واجتماعية معقدة تؤدي بالفعل إلى أن يقع فريسة لمرض السرقة ويستمر معه هذا المرض بعد أن يكبر إذا لم يعرف السبب والدافع ويعالج على أيدي اختصاصيين.وقد ظلت السرقة زمنا طويلا ينظر إليها على أنها انحراف أخلاقي وعدوان على المجتمع وليس على أنها مشكلة سلوكية.. فالطفل الذي يسرق كان ينظر إليه على أنه طفل سيئ الخلق يتعامل معه رجل القانون والمحقق وليس عالم النفس أو المحلل النفسي، وإذا سرق الطفل فكان الاهتمام الأول يدور حول معاقبته.. ولم يكن هناك الاهتمام بالدافع على السرقة.. كما كان اهتمام الجمهور يتركز على ضرورة تحقيق العدالة التي تعني باسترداد الشيء المسروق وتوقيع العقاب على السارق.وهناك أنواع كثيرة من السرقات.. فهناك السرقة التي تتسم بالذكاء... الاستيلاء على الأشياء بطريقة تجعل من الصعب اكتشافها.. والسرقة التي لا تتسم بالذكاء.. وهي التي تتم دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة... والسرقة العارضة وهي التي يخضع فيها السارق لإغراء عابر في مناسبات نادرة... والسرقة التي تأخذ صفة التعود... كما أن هناك السرقة الانتقائية التي يختار فيها السارق أشياء تهمه شخصيًا... ثم السرقة التي يسرق فيها السارق أي شيء دون تميز.. وهناك السرقة الفردية والسرقة الجماعية.في حالات السرقات الجماعية لابد من معرفة الدور الذي قام به كل فرد.. ومن الذي رسم الخطة ومن الزعيم... والذي يتولي المراقبة.وأبشع أنواع السرقة.. السرقة عن طريق السطو على المنازل والسرقة بالإكراه أو بالتهديد، وليس هناك حصر للمسروقات التي سرقها اللصوص فهي من كل الأنواع التي تخطر على البال، ولكن تأتي النقود في المقام الأول.والسرقة كالكذب لا توجد في الطفولة المبكرة ولكن بالتدريج يتعلم الطفل معنى الملكية، ويعرف ثم يدرك ما يسمح له أن يأخذه وما لا يسمح له بأخذه، وذلك حسب القواعد التي يضعها الكبار ويدركها هو بالممارسة معتمدًا في ذلك على ما يوافق عليه الوالدان أو ما لا يوافقان عليه.وعندما تتكون لدى الطفل فكرة الامتلاك، ويستطيع أن يميز بين ما يملكه هو وما يملكه الآخرون يستطيع بالتدرب على أن يميز بين الأشياء التي يمكنه أن يمتلكها أو يأخذها وبين الأشياء التي لا يجوز له أن يأخذها.لذلك فإن التربية السليمة أن يخصص للطفل ملابسه ومقتنياته ولعبه الخاصة، ولابد من تداولها بحكمة فهذا جزء من تدريبه على فهم معنى الملكية ويجب على الأم أن تكون حريصة في تلبية رغبات الطفل كما لا تسمح له بالحصول على مقتنيات أخته أو أخيه دون إذن حتى لا يجد نفسه وسط أوضاع متناقضة إن هذا التناقض هو الذي تنشأ عنه السرقة.