13 سبتمبر 2025

تسجيل

الأخلاق طباع وسجايا

14 يونيو 2016

إنَّ الأخلاق في حقيقتها هي الطباع والسجايا وما يظهر على الإنسان فيراه به الناس سواءً كانت طيبة وكريمة أو سيئة خبيثة .هي تعبير عما في باطن الإنسان وما يكنه ويكتمه ،فإما أن تُزينه أخلاقه إذا كانت حسنة ، وإما أن تُشينه إن كانت سيئة رديئة ،الأخلاق الظاهرة صورة للباطن وما تنطوي عليه السريرة والنفس وأوصافها ومعانيها ، وحقيقتها .إن ثمة تلازماً وتلاحماً بين السلوك والاعتقاد والإيمان والأخلاق،فالسلوك الظاهر مرتبط بالاعتقاد الباطن ، ومن ثم فإن الانحراف الواقع في السلوك والأخلاق ناشيءٌ عن نقصٍ وخلل في الإيمان والباطن .وقد بين الله تعالى ورسوله في الكتاب والسنة أن الفرائض وما أوجب الله من عبادات لها تأثير في توجيه سلوك المؤمن وتهذيبه ،كالصلاة التي يقول الله عنها( إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) .وقوله ( واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) وقوله عز وجل عن الصيام : يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . وقال رسول الله : من لم يدع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يترك طعامه وشرابه . رواه البخاري . وقال : من حجَّ البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) ويقرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيقول : إذا نقصت الأعمال الظاهرة والباطنة كان ذلك لنقص ما في القلب من الإيمان ، فلا يتصور مع كمال الإيمان الواجب في القلب أن تُعدم الاعمال الظاهرة الواجبة ، بل يلزم من وجود هذا الإيمان وجود الأخلاق كاملة ، كما يلزم من نقص هذا الإيمان نقصُ هذه الأخلاق .ويقول رحمه الله : فما يظهر على البدن من الأقوال والأفعال والأعمال هو موجب ما في القلب ولازَمُه .ويقول الشاطبي رحمه الله : الأعمال الظاهرة في الشرع دليل على ما في الباطن ، فإن كان الظاهر منخرماً حُكم على الباطن بذلك ، أو مستقيماً حكم على الباطل بذلك أيضاً .والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة وهذا - والله - مما يُفزع القلوب ويًرعد الفرائض ، فالأخلاق السيئة دليل على ضعف الإيمان ، واليقين .