15 سبتمبر 2025
تسجيلبعد التقدم الميداني الكبير للجماعات العراقية المسلحة في مدن شمال وغربي العراق، والهزيمة العسكرية الكبيرة للجيش الحكومي العراقي وترك أطنان الأسلحة والمعدات وهروب كبار القادة لحصونهم في أربيل أو في المنطقة الخضراء، بات واضحا بأن الوضع العراقي يتجه لنهايات مثيرة ومأساوية وساخنة ضمن إطار حالة ترتيب المواقع المؤدية للتقسيم الطائفي وفقا للخطة القديمة لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وعموم المخطط الأمريكي/ الغربي بتقسيم العراق لثلاثة كانتونات طائفية سقيمة متشاحنة، فتهديدات رئيس الحكومة العراقية بالقضاء على المسلحين عبر تكوين جيش رديف ليس في حقيقته سوى هراء محض لا يستند لأي عناصر قوة حقيقية، وهو تقليد فج لأسلوب النظام السوري في إقامة اللجان الشعبية من الشبيحة والقتلة!، فالهزيمة الكبرى التي أحاقت بمؤسسة المالكي العسكرية ليست سهلة وليس من السهولة تجاوزها، ثم إن طلب المالكي من الرئيس الكردي مساعدته بإرسال (البيشمركة) الكردية لمساندة الجيش العراقي في الدفاع عن كركوك فيه تنازل كبير للأكراد الذين هددهم بالعقاب الصارم بسبب تصديرهم النفط لحسابهم الخاص عبر تركيا؟ ولكنهم اليوم تحولوا لعنصر حاسم في تعزيز صمود المالكي وبقائه عائما على سطح الحياة السياسية في العراق وهو يطلب سلطات استثنائية ويخوض الحرب ضد المعارضة العسكرية. والحرس الثوري الإيراني وهو يخوض معركته الإستراتيجية في الشام يرتعب من انكشاف ظهره في العراق ومن التساقط السريع لمواقع حلفائه هناك، وهو اليوم بصدد التقويم السريع للوضع العراقي، وبما يعني أن تدخل فرق الحرس الثوري الإيراني في العراق بات قاب قوسين أو أدنى من أجل فك الحصار عن النظام الإيراني ومساعدة الحلفاء الطائفيين في العراق والتذرع بحكاية حماية الأماكن والمراقد الشيعية المقدسة في العراق وهي الحجة المناسبة على ما يبدو لتوسيع قاعدة التدخل الإيراني في العراق أسوة بحكاية وأسطورة الدفاع عن مرقد السيدة زينب في ريف دمشق التي يتخذها حزب الله اللبناني وبقية العصابات الإيرانية كذريعة للتدخل في النزاع السوري؟ الإيرانيون سيتقدمون بقواتهم بكل تأكيد في العمق العراقي في أكبر فخ ومصيدة سيقع في براثنها النظام الإيراني الذي سيشارك في القتال الداخلي العراقي وسيحمي حدود ومناطق الكانتون الطائفي التابع له وبما يشكل حالة استنزاف عسكري رهيبة للإيرانيين سترتد مؤثراته ونتائجه المباشرة في العمق الإيراني ذاته، وبما يمس أسس وأعمدة النظام الإيراني الوجودية وإنهاكه عسكريا واقتصاديا ضمن حالة الصراع الإقليمي الساخن والمحتدم وفق مقاييس الصراع الدولي في الشرق الأوسط، إنهيار الجيش العراقي سيجعل السلطة العراقية في فراغ قاتل ولن يملأ هذا الفراغ الحليف الأمريكي المتوتر الذي يحرك خيوط اللعبة من بعيد مكتفيا بالتفرج وإطلاق التصريحات الرنانة الخالية من أي فعل حقيقي، كما أن حدود قوة البشمركة الكردية محدودة أصلا ولا تصلح أساسا لأن تكون القوة المركزية للدولة العراقية، لذلك فإن قوات الحرس الثوري الإيراني هي البديل الاستراتيجي للسلطة العراقية المتآكلة والتي تتسع قاعدة الخرق في قواعدها، وهي سلطة قد تكون آخر حكومة مركزية في تاريخ العراق بعد عصر التقسيم القادم القريب... سيكون مشهد كتائب الحرس الثوري الإيراني في شوارع بغداد واحدا من أشد المشاهد إثارة ودموية في بغداد الرشيد منذ عصر الهيمنة البويهية على الخلافة العباسية في القرن الرابع الهجري... العراق مقبل على ملاحم دموية رهيبة وحتمية!!