27 أكتوبر 2025

تسجيل

النصر القريب

14 يونيو 2012

هناك سيناريوهان لا ثالث لهما في شأن الثورة السورية المباركة.. إما أن ينتصر الحق على الباطل فينتصر الشعب السوري على المجرم القاتل بشار الأسد وأعوانه في كل مكان وإما أن تموت الثورة السورية ويذعن الشعب السوري ويخضع لجبروت هذا الطاغية المستبد المتغطرس فيرضخ لظلمه وطغيانه فتعود سوريا من جديد لتُحكم بالظلم والفساد والقهر والاستعباد. والمتأمل لأحداث ووقائع الثورة السورية المباركة لا يشك في أن النصر هو حليف هذا الشعب العظيم في النهاية مهما تأخرت تلك النهاية وأنه لا سبيل لعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة، فالسيناريو الثاني لا سبيل له للحدوث بأي شكل من الأشكال بدليل أن النظام السوري القاتل لا يحقق إنجازات ولا مكاسب على أرض الواقع وهذه أولى البشارات التي تبرهن لنا بشكل قطعي أن هذا النظام زائل بإذن الله مهما تأخر النصر وتعطلت الانتصارات، فلا مؤشر على انتصار الباطل بأي شكل من الأشكال على الحق الذي يقف في صف الشعب السوري الذي مازال مؤمنا بربه لا يشرك به شيئاً رغم محاولات ذلك النظام وأد الإيمان في قلوب المؤمنين وطمس نور الله في أفئدتهم، لكنه هيهات يفعل ذلك بقوم قدّموا أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل الحرية وإزالة هذا النظام الديكتاتوري الوحشي للأبد. لقد كانت ومازالت الثورة السورية المباركة تعطينا الدليل تلو الدليل على وجود مؤامرة كبرى تحاك للمسلمين من قبل أعداء الإسلام في الخارج والداخل فها هم أعداء الإسلام يتنازعون ويتآمرون بشكل خفي في حرب باردة لا لنصرة الشعب السوري المظلوم وإنما للبحث عن حل يضمن أمن إسرائيل في البداية والنهاية والذي كان النظام السوري المجرم يوفّره لإسرائيل بشكل دائم رغم كذبه وتضليله بأنه يقاوم وجودها، في حين أنه لم يفعل شيئاً يذكر من أجل مقاومتها كما هو دأب حزب الله اللبناني أيضاً.. نسمع جعجعة ولا نرى طحناً.. وإنما نرى تخاذلاً لقضايا الأمة وخيانة للإسلام والمسلمين. إن نظام الطاغية بشار الأسد إلى زوال قريباً بإذن الله لأن دماء الشهداء وأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء لن تضيع دون أن يثأر لها رجال الجيش الحر الذي بدأ يحقق انتصارات ميدانية واسعة والحمد لله، وفي ذلك بداية النصر والتمكين لأهل سوريا على عدوّهم في الداخل وأعدائهم في الخارج، وهذا التأخير في النصر إنما هو حكمة ربّانية يريد الله بها سبحانه أن يمحّص القلوب ويختبر الإيمان، وهو ليس باختبار لأهل سوريا الأبطال فحسب وإنما هو اختبار وامتحان لإيمان الأمة بأكملها ومدى استعدادها لنصرة إخوانها في وقت الحروب، ولأن هذه النصرة تأخرت كثيراً أكثر مما كان يتوقع ولهذا تأخّر النصر مهما كانت تلك المبررات التي اشترك فيها الحكّام والشعوب في التراخي والتكاسل بعد أن انفرد القاتل بشعبه فأشبعهم قتلاً وذبحاً وتنكيلاً في وحشية وبربرية لم يشهد لها التاريخ مثيلا. ومما لاشك فيه بأن أي انتصار عظيم لن يأتي إلا بعد تضحيات عظيمة وهو الأمر الذي ضرب فيه الشعب السوري أكبر الأمثلة على صموده وصبره على تلك الابتلاءات التي يعيشها يومياً من جراء تعاون المجرمين والمرتزقة عليهم في كل من إيران والعراق ولبنان وروسيا الآن التي بدأت تظهر لنا وجهها القبيح في عدائها الواضح للإسلام والمسلمين والتي مازالت تكنّه منذ أيام الحرب في أفغانستان وكأنها ترى في سوريا ساحة حرب جديدة تأخذ فيها بالثأر من المجاهدين الأفغان ولكنها إن شاء الله ستحظى بمثل ما حظيت به هناك على يد الجيش السوري الحر قريباً بإذن الله تعالى، لابد لنا أن لا نكتفي بالدعاء لهذا الشعب المحاصر – رغم أهمية الدعاء لهم دائماً - من قبل أولئك الذئاب والوحوش البشرية وإنما يجب أن تتعاون كل الدول العربية لتسليح الجيش الحر وإمداده بالمال والسلاح فضلاً على استمرار إغاثة اللاجئين السوريين في خارج وداخل سوريا ودعمهم بالمال والغذاء والدواء بشكل كبير ومتواصل، وقطع الطريق على محاولات إيران وطوائفها الحاقدة في العراق ولبنان من جنود جيش المهدي العراقي وحزب الله اللبناني وفضحهم في كل الميادين وقطع أطرافهم وقصّ أظافرهم في سوريا حتى يتخلص الشعب السوري شيئاً فشيئاً من تلك الأزمة، وإلى ذلك الحين يجب أن ندعو الله أن تتغير موازين القوى في أسرع وقت ممكن حتى يحقق الجيش السوري الحر انتصارات أكثر على أرض الواقع رغم خذلان العرب والمسلمين لهم ورغم تداعي الأعداء عليهم من كل حدب وصوب.. والله خير الناصرين.