16 سبتمبر 2025

تسجيل

صفحة من تاريخ الإرهاب

14 مايو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يكشف "باتريك بيشوب" الروائي والمؤرخ العسكري البريطاني، في كتابه "تصفية الحساب ـ The Reckoning" تفاصيل مهمة عن مقتل الإرهابي الصهيوني "أبراهام شتيرن"، الذي يصفه بأنه "الشاعر الرومانسي البولندي" ويصف العصابة المسلحة التي أسسها وقادها "شتيرن" بأنها حركة فرعية، انبثقت من منظمة "أرغون" بعد وفاة زعيمها "زئيف جابوتنسكي" في العام 1940.ومع أن "بيشوب" يسرد جرائم "شتيرن" بالتفصيل، مهتما بما ارتكبته هذه العصابة الصهيونية ضد البريطانيين أنفسهم، فإنه ـ في النهاية ـ يبدي أسفه لمقتل "أبراهام شتيرن" على يد قوات الانتداب البريطاني في العام 1942، مقررا أن مقتله صنع منه شهيدا يتردد صدى قصته عبر السنين!يقول "بيشوب" إن معظم الحركات الصهيونية في فلسطين، علقت قتالها المسلح مع بداية الحرب العالمية الثانية، لأن اتجاه السلطة الحاكمة في ألمانيا النازية نحو إبادة اليهود كان يشكل تهديدا أكبر بكثير. بل إن نحو 30 ألف يهودي انضموا للجيش البريطاني، حيث تلقوا التدريب العسكري الأمني، والذي لعب دورا حاسما في حرب العام 1948، لكن "عصابة "شتيرن" لم تلتزم هذا النهج، بل راحت تنصب الكمائن للقوات البريطانية، وتلتمس مساندة الفاشية والنازية.لكن "بيشوب" لا يبدي أي غضب إزاء المسلك، بالغ العنصرية والعنف، لشتيرن وعصابته المسماة رسميا "المحاربون من أجل إسرائيل" والمشهورة باسمه مؤسسها "شتيرن". بل يبدو أقرب للرثاء وهو يسرد تفاصيل اعتقال السلطات البريطانية 85 من أصل 100 مسلح، وإعلان إدارة التحقيقات مقتل ثلاثة مسلحين، بينهم "أبراهام شتيرن" البالغ من العمر 34 عاما.يقول "بيشوب" برغم كل ما لهج به من حديث عن العنف، كان مقتل شتيرن مثيرا للشفقة، حيث وجدته عناصر الشرطة في ملابسه الداخلية ونعليه، منكمشا على نفسه وهو يرتعد داخل خزانة ثياب، في علية بتل أبيب، فأطلق عليه الشرطي جيفري مورتون الرصاص وقتله.ولا يكتفي "باتريك بيشوب" بشفقته هذه، بل يبدي مزيدا من "الرقة" وهو يقرر أنه: كما يحدث في كثير من الأحيان عند مكافحة التمرد، فازت بريطانيا بالمعركة لكنها خسرت الحرب، وأثبت "شتيرن" بعد مقتله أنه أكثر حضورا من كثير من الأحياء. قبل مقتل "شتيرن" كان معظم تلاميذه قد انفضوا عنه، ولكن قتله جعل منه شهيدا عند التيارات الصهيونية المتشددة الأخرى، لتعود إلى القتال ضد بريطانيا، بعد أن كانت قد وقفت معها، وفي غضون خمس سنوات اضطرت بريطانيا إلى التخلي عن فلسطين!عصابة "شتيرن" اغتالت اللورد موين 1944، ونسفت سرايا يافا 1947، واغتالت الكونت برنادوت 1948. وكلها جرائم إرهابية ضد أهداف بريطانية. لكن "بيشوب" يذكر هذا كله باعتباره مجرد "معلومات" لا تستحق رثاء ولا غضبا، ويقفز فوق "حقيقة" أن بريطانيا كانت ستسلم فلسطين للعصابات الصهيونية على أي حال، تحقيقا لوعد "بلفور" الذي قال عنه "بيشوب" إنه كان يأمل في أن الاستيطان اليهودي في فلسطين من شأنه أن يدعم النفوذ البريطاني في الشرق الأوسط. يدعي "بيشوب" أن بريطانيا "اضطرت" للتخلي عن "فلسطين" لمن يعتبرهم أصحابها، متبنيا كل أساطير الصهاينة، ومتسامحا ـ إلى أقصى حد ـ مع كل جرائمهم، ولم لا؟ ألم تتسامح سلطات بريطانيا مع هذه الجرائم وسلمت فلسطين لـ"شتيرن" نفسها، التي اندمجت في جيش الاحتلال، وأقرت السلطات الصهيونية بحق إرهابييها في الحصول على راتب تقاعدي باعتبارهم جنودا؟