29 أكتوبر 2025
تسجيلكما تعلمون أننا ولله الحمد نعيش في بلاد ننعم بها بالأمن والأمان والاستقرار، وهذا من فضل الله علينا جميعاً، ومن جانب آخر فإننا ولله الحمد نتواجد في بلاد الخير والعطاء، وفي مجتمع متعاون نتناصح فيه بكل خير وبالحكمة والموعظة الحسنة والنصيحة النابعة من قلوب المخلصين لدينهم ووطنهم وأمتهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدِّينُ النَّصيحةُ قلنا : لمن ؟ قال : للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم" [صحيح مسلم]. لذلك وجبت علينا النصيحة ونحن نعيش بفضل الله في أغنى دول العالم، مما يتطلب بأن ينعكس ذلك على اقتصاد بلادنا وازدهارها ونموها وتطورها دينياً وثقافياً واجتماعياً ومواكبة العصر ومتطلباته مع تذكيرنا الدائم بالحفاظ على هويتنا الإسلامية المستمدة من كتاب الله سبحانه وسنة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، والتمسك بالعقيدة الصحيحة، وكذلك المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا العريقة والتي تتوافق مع ديننا الإسلامي الحنيف .• والذي نود أن ننوه به هو وجود فئة من الفقراء والمحتاجين في بلادنا من اليتامى والأرامل وكبار السن ومن أصحاب الديون المهددين بالسجون من رجالٍ ونساء، وهناك حالات لا يعلم بها إلا الله سبحانه من الأُسَر المتعففة الذين لا يظهر على حالهم أنهم في عازة وذلك بسبب ستر الله عليهم وعلى مأساتهم ومعاناتهم، ولا يزال أصحاب الشؤون ينتظرون الفرج من الله سبحانه وتعالى، ثم من المسؤولين في هذا البلد الطيب، وخصوصاً أن هذه الفئة لها حق مكتسب من شريعتنا الإسلامية السّمحة، ثم من القوانين واللوائح والأنظمة والتي نص عليها الدستور، وفي هذا السياق سمعنا كل خير بأنه سيتم زيادة رواتب أهل الشؤون بما يتناسب مع تطور اقتصاد البلد وزيادة معدل الدخل لدى المواطنين، ويعلم الله أننا نسمع من شيباننا وعجايزنا وخصوصاً من هذه الفئات بأنهم يدعون الله سبحانه بكل خير لبلادنا ولولاة أمورنا، وهذه الفئة في حاجة ماسّة وخاصة عندما نقرأ عن إحصائيات وأرقام في دول تجاوزت رواتب أصحاب الشؤون فيها إلى مايقارب من ٧٠٠٠ إلى ٩٠٠٠ ريال شهرياً في بعض الدول، والأقربون أولى بالمعروف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل»[رواه مسلم]. •رسالة إلى المسؤولين: يجب أن نعلم جميعاً أن المسؤولية تقع على عاتق جميع الوزارات ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية والتي هي جزء لا يتجزأ من منظومة الدولة، ولكن ما أقصده هنا هو تضافر جهود جميع الوزارات وتكثيف الجهود والعمل على تنمية المجتمع وأفراده بالمحافظة على معدل التوازن الاجتماعي بين أفراده، والعمل على إيجاد فرص تنمي دخل تلك الأسر بحيث تكون الأسرة منتجة فعالة في المجتمع وبشكل يكفل الكرامة وحفظ ماء الوجه وتحويله من شخص يطلب المساعدة إلى شخص تنموي يسهم ويساعد في تطوير نفسه وأسرته ووطنه وأمته.• المجتمع وديون البنوك:نجد أن كثيرا من أفراد المجتمع يقع فريسة لوحشية البنوك والتي تتفنن في إغراء أفراد المجتمع في الدخول إلى نفق مظلم له أول وليس له آخر من المتاهات والضياع والتشرد والفوائد الربوية والمتراكمة والتي تسببت في حالات تصدع أسرية مثل الطلاق ومشاكل لم تكن موجودة في مجتمعاتنا المحافظة " نسأل الله السلامة والعافية " .. أين دور المصرف المركزي في عمل التوازن ورسم الخطط ووضع الآليات العملية والواقعية لتجنب وقوع أفراد المجتمع بين مطرقة البنوك وسندانة الديون وتهديد السجون .• المؤسسات الخيرية وصندوق الزكاة:نعلم تماماً أن ولي الأمر حفظه الله في بلادنا الطيبة وافق على تأسيس وإنشاء المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية وصندوق الزكاة، من أجل المساهمة في تنمية المجتمع في الداخل أولاً، ومن ثم المساهمة الخارجية لتفريج كرب المسلمين والحالات الإنسانية في العالم. ونعرف أن مؤسساتنا الخيرية والإنسانية كثيرة وكبيرة ولها جهود طيبة ولكن يغيب عنها جانب التنسيق المباشر والفعال وبشكل متكامل، ولا نريد من كل مؤسسة أن تعمل وكأنها " دولة في دولة "، ونرجو من مؤسساتنا أن تتنافس وتتكامل في العمل الإنساني في الداخل أولاً لأن الأقربين أولى بالمعروف وكذلك نريد عمل توازن في سياسة المساعدات والإغاثات في الخارج بشكل عملي وجوهري والابتعاد عن الطنطنة الإعلامية الزائدة التي قد لاتؤدي إلى الهدف المنشود من إنشاء تلك المؤسسات، كما نرجو التعامل مع الفقراء والمحتاجين وتسهيل إجراءاتهم بما يحفظ لهم كرامتهم في أقل وقت وجهد، والسعي لخدمة المحتاجين حتى في بيوتهم وخاصة من شيباننا وعجايزنا والأرامل والمطلقات واليتامى والمرضى وغيرهم من الحالات التي تستحق الخدمة بكل سهولة وتيسير وبدون إهانة أو مذلّة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ، كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ، أو القائم الليلَ والصائم النهارِ. [صحيح البخاري]. • الشركات ودورها في المجتمع:هذه الشركات قامت وترعرعت بفضل الله ثم دعم الدولة وكذلك أفراد المجتمع الذين هم القوة الشرائية لتلك الشركات، والمطلوب من تلك الشركات المساهمة المباشرة وغير المباشرة في النهوض باقتصاد الأسرة ودعمها بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات ذات الاختصاص .• مراقبة الأسعار: نسمع كثيرا عن جهود مبذولة في مكافحة ارتفاع الأسعار وتم إنشاء لجان وإدارت وأقسام ولكن مازال ارتفاع الأسعار تتحكم فيه الشركات وبما تراه يصب في مصلحتها، وبالطبع فإن هذا يؤثر سلباً على المجتمع وأفراده ويتنافى مع القوانين واللوائح التي وضعتها الدولة لحماية "المستهلك" . • رسالة إلى الأغنياء والتجار:أيها الأغنياء والتجار اعلموا أن هذا المال الذي عندكم قد آتاكم الله إياه وأنتم مستخلفون فيه وأنه مال الله، حاسبوا أنفسكم على هذا المال لأنكم مسؤولون عنه يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، ومنها "وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه" . أخرجوا زكاتكم وتصدقوا وتجنبوا الربا وتجاوزوا عن المعسر .• دعاء: اللهم آمنا في أوطاننا واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، وارحم ضعيفنا، وأغنِ فقيرنا وأطعم جائعنا، واشفِ مريضنا، وارحم ميتنا، وداوِ جريحنا وعافِ مبتلانا، وانصر بلادنا وبلاد المسلمين وأعزّ الإسلام وأهله. • دمتم في رعاية الله