12 سبتمبر 2025

تسجيل

وكان فضل الله عليك عظيما

14 أبريل 2023

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ففضل الله على عباده المسلمين كبير؛ فقد يسَّر الله لهم العبادات والطاعات وعظَّم لهم الأجور. ومن واسع فضل الله على عباده المسلمين هذه العشر الأواخر وما فيها من منح وهبات ومزيد من الحسنات التي تجعلنا نجتهد ونصبر على الطاعات لنفوز بالبركات. فأهل التوحيد هم الموفَّقون لكل خير وفضل والمعرَّضون لهذا الفضل. فشريعة الإسلام المبنيَّة على التوحيد الخالص لله تعالى تكافئ المسلم على عقيدته السليمة؛ لذلك يسَّرت له شتَّى الطرق وأيسرها لتحصيل الأجر والمثوبة وسهولة الوصول إلى مرضاة الله تعالى والفوز بجناته. ومن أمثلة فضل الله العظيم الذي خصَّ به المسلمين أن جعل الإكثار من الحسنات تكفيرًا للسيئات، وهذا ممَّا يشرح الصدر للتوبة وينفي اليأس من عدم القبول عند الله، قال الله تعالى: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ» (هود: 114). وقد أوضحت لنا السُّنَّة النبويَّة مزيدًا من فضل الله في بضعة أعمال وأقوال أجورها أمثال الجبال مع سهولتها على كل مسلم؛ فعن مالك الأشعري أنه قال: قال رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «الطهور شَطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايعٌ نفسه فمُعتقها أو مُوبقها» (رواه مُسلمٌ). وكذلك عن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «مَن تطهَّرَ في بيتِه، ثم مَشَى إلى بيتٍ من بيوتِ الله؛ ليقضيَ فريضةً مِن فرائضِ الله، كانتْ خطوتاه: إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» (رواه مُسلمٌ). وكذلك حديث: «من سمِعَ المُؤذِّنَ وقال مِثلَ قوله كان له كأجرِه، وإذا قال المُؤذِّن: أشهدُ أن محمدًا رسول الله، فقال من سمِعَه: وأنا أشهدُ، رضِيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دينًا؛ غُفِرَ له ذنبُه» (رواه مُسلمٌ). بمجرد نطقك للشهادتين بعد الفراغ من الوضوء تُفتح لك أبواب الجنة كلها، ما أيسرها من عبادة وما أعلاه من أجر على الإطلاق! كم ضيعنا من أجور لا تحتاج إلى جهد أو وقت! ذِكرٌ في أقل من دقيقة يفتح لك أبواب الجنة، حقًّا سيظل فضلُ الله علينا عظيمًا. ومن الأحاديث العجيبة التي تهز القلوب: قال رفاعة بن رافع - رَضِيَ اللهُ عنه –: كنَّا يَومًا نُصلِّي وراءَ رسولِ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فلمَّا رفعَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - رأسَهُ منَ الرُّكوعِ قالَ: «سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَهُ». قالَ رجلٌ وراءَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: اللهم ربَّنا ولَكَ الحمدُ، حمدًا كثيرًا طَيِّبًا مُباركًا فيه. فلمَّا انصرفَ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – قالَ: «منِ المُتكلِّمُ بِها آنفًا؟». فقالَ الرجل: أنا يا رسولَ الله. فقالَ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «لقَد رأيتُ بضعةً وثلاثين ملَكًا يبتدِرونَها أيُّهم يكتبُها أوَّلُ» (رواه البخاريُّ). فأكثروا من الطاعات ولا تستصغروا أي عمل أو ذكر أو خير تقدمونه، فلا ندري أي الأعمال يُكتب له القبول.