11 سبتمبر 2025

تسجيل

لنحترم ذكاء بعضنا البعض

14 أبريل 2020

شكوت في آخر مقال لي هنا في "الشرق" من أن البريد الإلكتروني وتطبيق واتساب على الهواتف الذكية، صارا في كثير من الأحيان أدوات لنقل رسائل في منتهى السخف ومثيرة للأسف والقرف، فالتعامل بهما وعبرهما لم يعد هما ثقيلا بسبب رسائل "الجَنْك والسبام"، وهي الرسائل التي تصلك من أفراد وشركات تتفنن في غزو صناديق البريد في الانترنت والهاتف، على أمل كسب زبون أو الضحك عليه، فما يجعل ذلك الهم همين، هو ان أشخاصا تعرفهم وتراسلهم بانتظام يوافونك بسخافات على هيئة نصائح أو "معلومات قيمة". وكما قلت في مقالي السابق فإن منهم من يحاول إقناعي، بأن الله لن يستجيب لدعائي ما لم أفعل كذا وكذا حسب فحوى الرسالة، وهذه الفحوى لا علاقة لها بالتعبد او التهجد او التضرع لله، وربما لها علاقة بشخص يزعم انه مبروك، وينسى من يبعثون لي بمثل تلك الرسائل ويقولون: لا تجعلها تقف عندك، إنهم يخاطبون سي. دي جعفر، حفيد عنتر الغضنفر قاهر الهندوس والتتر، صاحب بركات سعة 8999835 جيجابايت وهناك أصدقاء ومعارف – افترض أنهم عقلاء – يحولون لي رسائل بطريقة "فورورد" forward" تقطع نياط القلب: فتاة يتيمة في فنزويلا مات أبوها ثم أمها ثم جارتها بسبب تسمم بمادة كيميائية نادرة وعلاجها يتطلب جمع 573000 دولار أمريكي، جمع محسنون 234000 منها والمطلوب مني وباقي التنابلة من أمثالي ان نجود بالموجود (نتبرع بما تيسر) مستخدمين بطاقات الائتمان. هب ان قصة البنت الفنزويلية حقيقية: مالي أنا وعلاجها وحولي ملايين من لحمي ودمي يموتون بالإسهال والإمساك وسوء التغذية؟.. باختصار شديد فإن الرسائل المسلسلة chain letters التي تدور حول الكرة الأرضية ويطالبني الآخرون بإرسالها الى كل أراسلهم صارت تصيبني بالقرف. يا جماعة أنا لا أريد مئات الآلاف التي ستأتيني من أمريكا أونلاين او مايكروسوفت لو اتبعت نصائحكم البلهاء والتواصل مع السماء لا يحتاج الى سمسار، وبما انني سي. دي. يمشي على قدمين، بينما بعضكم لا يتعامل مع "سيدي" إلا إذا كان ميتا، فإنني أقول لكم ناصحا: إذا لم يرسل كل منكم مقالي هذا الى 6543 شخصا في غضون دقيقة واحدة، فسيصاب بالكورونا إذا أكل المكرونة بدون بشاميل، وستهجم عليه معزة ليلا وتعضه وتصيبه بحمى الأخدود الأفريقي ( الوادي المتصدع)، كما سيكتشف ان عشرة آلاف برغوث عشش في رأسه، ومن المؤكد ان ذلك سيحدث لمن لا يفعل ذلك لأنه حدث بالفعل لابن خالة صديق ابن عمة المغفور لها بإذن الله زوجة خالي من جهة الأب حسب رواية بنت عم حماة جارنا السابق نقلا عن صاحبة الكوافير الذي أغلقته السلطات لأسباب صحية ولي رجاء لبعض من يظنون بي خيرا، ويشركونني دون طلب مني في قوائم واتساب والبريد الإلكتروني، والتي أقر بأن معظمها محترم: شكر الله سعيكم، ولو كنتم فعلا تحسنون بي الظن لتركتم لي حرية ارتياد المواقع وعضوية المجموعات التي أريد، وأصارحكم بأنني أفرض حظرا الكترونيا (بلوك) على الكثير من المجموعات البريدية والواتسابية التي تمطرني برسائل ومقاطع صوتية وفيديوية آناء الليل وأطراف النهار. وكما قلت لكم الأسبوع الماضي فإنني مثقف كورونا ويا، واللي فيني كافيني وأنا محبوس شهر كامل خوفا من هذا العدو الخفي، ومو ناقصكم وناقص معلوماتك عنها، بل كرهت سيرتها وسأكره من يذكرني بها طالما انا ملتزم بإرشادات وتوجيهات ذوي الشأن والعلم حول طرق تفاديها، أما الذين يريدون لي الثراء بتكليفي بالتعامل مع رسائل معينة، بطريقة معينة، فرجائي لهم هو أن يحتفظوا بالثروات لأنفسهم ويعطوني 3% منها فقط بالتحويل عبر المصارف والباقي حلال عليهم، فطموحي في مجال المال متواضع جدا، بعبارة أخرى لا أريد ان أصبح غنيا افتراضيا او فعلا!!. [email protected]