16 سبتمبر 2025
تسجيلمن الصعب أن أكتب مقالاً عادياً وقلبي يعتصر حزناً على رحيل إنسانة رائعة عن حياتي، فلم أجد نفسي إلا وأنا أكتب عن خالتي الحبيبة فاطمة بنت خالد السويكت الهاجري، التي وافتها المنية الأسبوع الماضي، وبكت القلوب قبل العيون عليها.ازدحم منزلها كثيراً بالناس الذين أتوا من كل مكان بالخليج والعالم، فحتى الذين كانوا في إجازات أو رحلات عمل في أقصى دول العالم حجزوا بأقرب رحلة لتعزية العائلة والحضور في هذه الجمعة العائلية غير السعيدة.خالتي الحبيبة لها مكانة كبيرة في كل القلوب التي تعرفها، القريب والبعيد..ولها الكثير من الذكريات مع كل شخص فينا، فقلبها الطاهر جعلها قريبة للقلب والروح، فلم أرَهَا يوماً إلا وبيدها هدية لأي منزل تزوره، فإذا صحيت يوماً ووجدت الكثير من الفواكه والخضار في مطبخ منزلنا، أعرف أنها مرت علينا أو أرسلت أحداً يوصله لنا، لم تكن لطيفة فقط مع الإنسان، بل حتى مع الحيوانات، فقلبها رحيم جداً بهم، وفي كل مرة أزورها أجد في حضنها قطة تقوم بإطعامها، بالإضافة إلى تركها للماء والخبز عند نافذة منزلها لسقيا وإطعام الطيور الجائعة، وعندما زرت منزلها بعد وفاتها، وجدت أنها كانت تنوي غرس بعض الشتلات في حديقتها، والتي اشترتها قبل رحيلها بأسبوع. رغم الحزن والألم، إلا أن القلب أسعده سماع قصصها الجميلة من كل شخص يعرفها، فحتى السائق بكى حزناً عليها، فهي كانت من ألطف الأشخاص الذين يرحمون الخدم ويعاملونهم بتواضع وطيبة وكرم، و كانت لا تشتكي أبداً، لأنها كانت تريد أن ترى الجميع سعداء حولها، وكانت تشكر الله على النعم بدلاً من أن تشتكي من الألم. من الصعب أن نجد قلباً كقلب خالتي "فاطمة" ولو كانت كل القلوب مثل قلبها لأصبح هذا العالم أكثر جمالاً ولطفا، والأثر الطيب هو الذي يبقى للإنسان بعد رحيله عن العالم، فاتركوا أثراً جميلاً في حياتكم ليدوم بعد رحيلكم. اللهم ارحم خالتي الحبيبة واغفر لها، وصبِّرنا وصبِّر أبنائها على فراقها.